غزة- فادي الحسني
أجمع محللون سياسيون على أن مبتغى حركة فتح من مؤتمرها السادس المنعقد في بيت لحم منذ أمس الأول، هو إبراز فتح كحركة منفصلة عن السلطة، مؤكدين أن المؤتمر سيفرز قيادة شابة.
وفي وقت قال فيه البعض إن فتح أعطت اعترافا ضمنيا بشرعية الاحتلال من خلال إقامتها المؤتمر داخل الأراضي المحتلة، قال آخرون: إن الحركة تحاول أن تسترجع ثقلها في الساحة الفلسطينية.
ويعول قادة وعناصر من فتح على أن يفرز المؤتمر قيادة تستطيع أن تخلص الحركة من زمرة وصفوها "بالفاسدة"، لكن آخرين يستبعدون ذلك في ظل عدم مشاركة قيادة الحركة في قطاع غزة.
** مقبلة على انهيار
وإن كانت فتح قد عقدت مؤتمرها هذا لتنفض عن ذاتها غبار ما يزيد عن عشرين عاماً من عدم مراجعة شؤونها الداخلية، إلا أن البعض يرى أن فتح مقبلة على انهيار حقيقي في وحدتها.
وقال حسام عدوان المختص في شؤون حركة فتح "ستنهار وحدة فتح ومبادئها الثورية التي أقيمت على أساسها"، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر تحت حراب الاحتلال دليل على أنه لن يسمح لتعزيز ثوابت فتح.
وأضاف عدوان: "شعار المؤتمر الحفاظ على الثوابت، لكن في الواقع فإن الاحتلال لن يسمح ولن يشجع على الاستمرار في الكفاح"، موضحا أن حركة فتح أضحت منسلخة عن نهجها المقاوم وتعمل على تعزيز تيار التسوية.
وبين أن حركة فتح مقبلة على انشقاقات كبيرة داخلها، مؤكدا أن فتح باتت تحارب المقاومة وخصوصا في الضفة الغربية "إما بالملاحقة أو بالترقيات والامتيازات" حسب وصفه.
ويرى أن الواقع يؤكد أن قيادة حركة فتح الحالية ممثلة بالسلطة، "ترغب في تحويل الحركة لحزب السلطة الذي لا يتناقض مع ما يقدم عليه الرئيس والسلطة، سيما قضية التفاوض والتسوية السياسية".
ويذهب المحلل السياسي عادل سمارة إلى ما ذهب إليه سابقه، إذ يقول: "إن هدف المؤتمر تثبيت مبادئ أسلو التي أبرمتها الحركة، والتي تركز على الاعتراف بالاحتلال".
وأضاف سمارة "بصرف النظر عن المعطيات التي يدعو لها هذا المؤتمر، إلا أن التفسير الوحيد لعقده على أرض محتلة وفي مثل هذا الوقت هو الاعتراف الشرعي بإسرائيل"، مبينا أن ما يبتغيه الشارع الفلسطيني من وراء هذا المؤتمر هو عدم الاعتراف بالاحتلال.
**لا حل للقطاع
وتوقع المحلل السياسي سمارة بألا يخرج المؤتمر بحل لقطاع غزة الذي يعاني من حصار مطبق منذ ثلاث أعوام، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي نهج لبناء سياسة مشتركة بين حركتي حماس وفتح فيما بعد.
وأوضح أن المؤتمر لو عقد على أرض غير الأرض المحتلة لخرج بنتائج أفضل من النتائج المتوقع خروجها، وقال: "لو أقيم المؤتمر على أرض عربية لحمل رسالة لإسرائيل مفادها أن الفلسطينيين لا يعترفون بها كدولة شرعية مقامة على أرض فلسطينية".
فيما يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن هناك توجها لدى حركة فتح بأن تكون بعيدة عن السلطة، ويقول: "من أخطاء فتح الذوبان في السلطة (..) يبدو أن هناك توجه لفصل فتح من السلطة، بمعنى أن تمارس دورها كتنظيم مشارك في السلطة".
في الوقت نفسه توقع عوكل أن تؤكد فتح في مؤتمرها السادس على موضوع السلام والمقاومة أيضا ولكن بالمعنى الذي ذكره الرئيس محمود عباس في خطابه أول أمس.وأشار إلى أن فتح لن تتجاهل موقعها بين الفصائل والتي أضحت حركة حماس تنافسها فيه، ويقول: "سابقا كانت فتح تنفرد بالقرار الفلسطيني ولكن اليوم حركة حماس تتقاسم معها في هذا الموضوع وبالتالي فتح لن تتجاهل هذا الأمر في مؤتمرها".
**جيل شاب
ولفت إلى أن حركة فتح ستشهد تغيرا في هيئاتها الإدارية وخصوصا أعضاء اللجنة المركزية، مشيرا إلى أن هناك جيلا شابا بات يفرض نفسه في هذه المرحلة.وقال عوكل: "الجيل المؤسس تبقى منه القليل وهذا يفسح المجال أمام الجيل الجديد(..) بالطبع من سيتقلد منصب عضوية اللجنة المركزية من الجيل الجديد لن يقل عمره عن 35 عاماً".
وبين أن القيادة الجديدة المنوي تشكيلها عقب المؤتمر ستأخذ في عين الاعتبار، قيادة فتح في الداخل والخارج وكذلك داخل السجون الإسرائيلية، مع إشارته إلى أن مركز الثقل سيكون في الداخل.
وانتخب أعضاء مؤتمر فتح السادس أمس الأربعاء، عثمان أبو غربية رئيسا للمؤتمر، وصبري صيدم وأمين مقبول نائبين لرئيس المؤتمر.
ومن المقرر أن يجري تسمية أعضاء اللجان وإعلانها، حيث ستنتخب كل لجنة رئيساً ومقررين لها، كما سيفتتح باب الترشيح لعضوية للجنة المركزية والمجلس الثوري، وذلك تمهيدا لإجراء انتخابات لعضوية الحركة، كذلك سيكون هناك مراجعة للعمل السياسي والتنظيمي للحركة خلال الفترة الماضية.