قائمة الموقع

"قطع الكهرباء والتحويلات الطبية".. عيدية عباس لغزة

2017-06-27T13:13:09+03:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت- نور الدين صالح

لم يرُق لفريق السلطة الفلسطينية ورئيسه محمود عباس، أن تكتمل فرحة الغزيين بعيد الفطر المبارك، فقد استخدمت كل الوسائل لديها للتنغيص عليهم فرحتهم والشعور بأجواء العيد كما بقية البلدان الأخرى.

وكان آخر تلك الاجراءات وقف التحويلات الطبية لمرضى غزة ومنعهم من تلقي العلاج في مستشفيات الداخل المحتل وحتى الأردن كجزء من محاربته لحماس، وقد أدى ذلك إلى استشهاد 3 أطفال خلال أقل من 24 ساعة، بحسب ما أفاد به أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة.

وبحسب وزارة الصحة، فإن 11 شهيدا ارتقوا في قطاع غزة، بسبب منع السلطة سفرهم للعلاج في الخارج، ونوهت إلى أن أكثر من 42% من الأدوية غير موجودة في مخازن وزارة الصحية وآلاف المرضى محرومون من حق الوصول لأماكن العلاج.

كمل عمل عباس على تعميق أزمة الكهرباء المستفحلة في القطاع منذ عدة سنوات بعد طلبه من الاحتلال بتقليص الكميات الواصلة للقطاع، ومحاولته إفشال الجهود التي بذلها وفد حركة حماس خلال زيارته للقاهرة مطلع الشهر الجاري، والتي أفضت للسماح بدخول السولار المصري لمحطة الكهرباء بغزة، وذلك عبر تهديده لشركة التوليد بفك العقد الموقع معها إذا شغلّت المحطة بالسولار المصري.

وكرّس عباس كل جهوده خلال هذه الفترة بإحكام قبضته على غزة، والتنغيص على حياتهم، من خلال افتعال سلسلة من الأزمات، أثقلت كاهلهم الهزيل أصلاً من شدة صعوبة الأوضاع التي يعيشونها جراء الحصار (الإسرائيلي) المفروض عليهم منذ أكثر من عشرة أعوام.

وبدأت سلسلة الأزمات حينما خصمت السلطة 30-50% من رواتب موظفيها في قطاع غزة، على مدار الشهريين الماضيين، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على قدرتهم بتلبية احتياجات عائلاتكم كما الأعوام السابقة، وقطع رواتب 277 أسيراً محرراً من المبعدين إلى غزة والضفة والخارج، وحجب المواقع الالكترونية التابعة لحماس والقيادي المفصول من فتح محمد دحلان في الضفة.

هذه الإجراءات "التعسفية" التي اتخذها عباس مع غزة قبيل عيد الفطر وخلاله أيضاً، أثارت غضب واستياء المواطنين الغزيين، لاسيما أنها نغّصت عليهم فرحة العيد.

المواطن مهدي سعيد (55عاماً) رفض هذه الإجراءات المتبعة ضد أبناء القطاع قائلاً "عباس يريد أن ينتقم من أبناء شعبنا في القطاع، وينغص فرحة العيد المبارك، بتشديد الخناق عليهم".

ووصف سعيد خلال حديثه مع مراسل "الرسالة نت"، هذه الإجراءات بـ"الظالمة والجائرة" خاصة في ظل صعوبة الأوضاع التي يعيشها القطاع، وفق قوله، لكنه استدرك بالقول "سنحاول أن نفرح العيد ونعيش أجواءه رغم الأوضاع الصعبة".

وطالب سعيد، أبو مازن بضرورة التراجع عن مثل هذه الإجراءات وألا يكون عوناً مع الاحتلال ضد أبناء شعبنا، وزيادة الضغط عليهم.

أما أبو بلال عطا (43 عاماً) وهو أحد ضحايا الخصومات التي أقرّها عباس وطالت موظفي السلطة في القطاع، فقد بدا عليه علامات الحزن، كونه لم يعد قادراً على تلبية ما اعتاد عليه في كل عيد، من زيارات الأرحام، وتوزيع العيدية على أقاربه.

ويسعى عطا وهو أحد أفراد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في غزة، لرسم الابتسامة على عائلته رغم ما حلّ به وخصم 30% من راتبه، من خلال مواصلته زيارة ارحامه، وتوزيع العيدية على أبنائه ولو بالقليل.

ويضيف خلال حديثه مع مراسل "الرسالة نت": "رغم كل ما يدور حولي من أوضاع صعبة، إلا أنني أحاول جاهداً إسعاد أطفالي وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، وعدم إشعارهم بالنقص الذي أحلّ بي".

تحتفل رغم الالم

الكاتب والمحلل والسياسي ابراهيم المدهون، قال إنه رغم الألم والتضييق إلا أن غزة احتفلت بالعيد وضجت بالفرح.

وأوضح المدهون في تغريدة عبر صفحته الشخصية بالفيسبوك، أن هناك طاقة فلسطينية في قطاع غزة تكفي لتحرير البلاد العربية وانعاشها بالامل، ولهذا تخنق وتغتال وتشوه وتجرم وتحاصر وتطلق عليها الكلاب النابحة بكل سودواية.

وقال فشلت محاولات نشر الكآبة، ومنع طفل فلسطيني من الفرح والحلم، فقد أدرك من طاف العيد في غزة أننا سننتصر وأن هذا الشعب يستحق الحياة ويريدها ما استطاع اليها سبيلا وبكل ما امتلك من قوة".

ويرى المدهون، أن حل الأزمة وانقاذ الموقف يتم من خلال تحمّل حكومة رام الله مسئولياتها تجاه القطاع، ومن ثم تفعيل المجلس التشريعي، وتعزيز مصالحة يشارك بها الجميع حماس دحلان عباس، بالإضافة إلى تنحي اللجنة الادارية، ومن ثم الاعلان عن خارطة طريق لانتخابات رئاسية وتشريعية.

ويحاول الغزيون العيش بمشاعر الفرح، والتغلب على الأوضاع الصعبة والإجراءات "الظالمة" التي اتخذها عباس ضدهم، من خلال تبادل زيارة الأرحام واصطحاب الأطفال للمتنزهات العامة وغيرها من المظاهر الأخرى.

اخبار ذات صلة