الرسالة نت - محمد لبد
ربما أدرك الشارع الإسرائيلي ماتعنيه لوحة رُسمت على جدران شوارع غزة ،لوحة تظهر صورة الجندي الأسير لدى المقاومة جلعاد شاليط حينما أسر عام 2006 وصورة أخرى إفتراضية تظهر ملامح وجهه بعد عشرين عاماً على وجوده في الأسر ،فاللوحة الجدارية التى كتب عليها عبارة "لن نمل أيها الصهاينة حتى تملوا "تُذكر الغزيين بأن أمل خروج عدد كبير من أسراهم بات قريباً ،وتُذكر الإسرائيليين بأن لهم جندياً أسر داخل دبابة عسكرية كانت توجه مدفعها صوب تخوم قطاع غزة قبل أربعة أعوام وتلفت انتباههم إلى أن شاليط قد يبقى أسيراً لعشرات السنين إن لم ترضخ الحكومة الإسرائيلية لمطالب المقاومة .
فجلعاد شاليط عاشر القوم (حماس) أربعة أعوام وأدرك الرسالة جيداً فدعا عبر آخر شريط فيديو بث له مقابل إطلاق سراح عشرين أسيرة فلسطينية "حكومة بنيامين نتياهو إلى العمل الجاد على إطلاق سراحه والاستجابة لمطالب مجاهدى كتائب الشهيد عز الدين القسام".
نتياهو عاد من جديد عبر مؤتمر صحفى إلى سياسة المراوغة القديمة الجديدة بالقول نوافق على عرض الوسيط الألماني الأخير بإطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني ولكننا لن نفرج عن مخربين كبار ساهموا فى قتل عشرات الإسرائيليين،ونسى أو تناسى أن يتحدث عن قادة جيشيه الذين قتلوا آلاف الفلسطينيين وتعدوا ذلك مؤخراً بقتل تسعة مدنيين أتراك كانوا على متن أسطول الحرية الذي حاول كسر حصار غزة .
حركة حماس أكدت عبر عضو القيادة السياسية فيها د.محمود الزهار أن نتياهو يمارس التحايل والخداع لتخفيف حدة الضغط الذي يتعرض له داخل إسرائيل لإتمام صفقة تبادل الأسرى،أما رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل شدد قبل أيام على أن تأخر الاحتلال في الموافقة على شروط الفصائل الآسرة سيرفع من سقف المطالب لإتمام الصفقة مستقبلاً ،مطلقاً العنان رسمياً لكتائب القسام بالعمل على أسر مزيد من الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
وتبقى الغلبة في النهاية لصاحب النفس الأطول ، ولتحقق المقاومة إنجازاً كبيراً يُحسب لها فى حال إتمام صفقة تبادل ناجحة وفق شروطها ،لتبدأ من جديد فى مرحلة الخطوات العملية لتحقيق ماعجزت عنه المفاوضات العقيمة ، والوصول إلى بوابة العمل الجاد لتحرير أكثر من 7000 آلاف أسير فلسطيني موزعين على 22 سجن إسرائيلي بينهم 34 إمرأة و310 طفل و11 نائباً ومئات المؤبدات وآلاف المحكوميات المختلفة بحسب آخر إحصائية صدرت قبل أيام عن وزارة الأسرى والمحررين.