شهدت الساعات التي تلت تسلم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس الاثنين الرد القطري على قائمة المطالب الجماعية الموجهة من دول الحصار؛ اتصالات وتحركات دبلوماسية لحل الأزمة الخليجية.
وبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تطورات أزمة الخليج، وذكَّر ماكرون بتمسكه بخيار التهدئة والدور المحوري للوساطة الكويتية، مؤكدا استعداد بلاده لمدّ يد العون في هذا الشأن.
وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تحدثت في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأكدت ضرورة اتخاذ كل الأطراف خطوات عاجلة لتخفيف حدة الوضع واستعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي.
وفي السياق نفسه، رحب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بإعلان دولة قطر الرد على المخاوف التي أثارتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ورأى أن ذلك يشكل خطوة مهمة في بناء الثقة بين الطرفين.
أما الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين فأكد أن الاتصالات الأخيرة بشأن الأزمة في الخليج أدت إلى ظهور تفاهم عام حول حل الأزمة عن طريق المفاوضات، مشيرا إلى أن "الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة".
وأضاف قالين في مؤتمر صحفي الاثنين بإسطنبول أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجّه دعوة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في محادثة هاتفية الأحد بأن تلعب الولايات المتحدة الأميركية دوراً أكثر إيجابية في الأزمة الخليجية.
وفي غضون ذلك، شدد المستشار السياسي في مجلس الاتحاد الروسي على أن لغة الإنذارات وتهديدالدوحة غير مناسبة، وقال أندريه بوكلانوف -الذي شغل منصب سفير روسيا في السعودية سابقا- إنه يعوّل على "حكمة القيادة السعودية في تسوية الأزمة مع قطر". وأضاف أن موسكو مستعدة للعب دور الوساطة بين قطر وشقيقاتها في حال طلب منها ذلك.
خطوات مقبلة
من جانبها، قالت دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) إن وزراء خارجيتها سيجتمعون في القاهرة غدا الأربعاء لبحث خطواتهم المقبلة في الأزمة الخليجية، ومن المتوقع وفق إفادة مراسل الجزيرة في الكويت أن يحضر وزير الخارجية الكويتي الاجتماع مع نظرائه من دول الحصار بالقاهرة.
يشار إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تسلم صباح الاثنين رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تضمنت الرد القطري على قائمة المطالب الجماعية الموجهة من دول الحصار، وقال بيان مشترك لتلك الدول إنها ستدرس الرد القطري.
وسلّم الرد القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي وصل للكويت على رأس وفد رسمي، وحضر اللقاء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، والشيخ علي الجراح الصباح نائب وزير شؤون الديوان الأميري ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبد الله الصباح.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين قدمت لقطر في 22 يونيو/حزيران الماضي عبر الكويت قائمة تضم 13 مطلبا لإعادة العلاقات معها، بينها إغلاق قناة الجزيرة، وأمهلتها عشرة أيام لتنفيذها، في حين أكدت الدوحة أن المطالب "ليست واقعية وغير متوازنة وتفتقد المنطق، فضلا عن كونها غير قابلة للتنفيذ".
يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في الخامس من يونيو/حزيران الماضي علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا بريا وبحريا وجويا لاتهامها بدعم "الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة بشدة.
الجزيرة نت