قائمة الموقع

الخليل.. تراث وعراقة بشهادة دولية

2017-07-11T06:26:09+03:00
الحرم الابراهيمي
الخليل-الرسالة نت

فرضت مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية نفسها عالمياً بمعالمها وقيمها وتاريخها العريق، مسطرة اسمها على لائحة التراث العالمي إثر تصويت لصالحها بمنظمة "اليونسكو" الأممية يوم الجمعة الماضي. 

وأُدرجت مدينة الخليل على اللائحة بعد تصويت 12 دولة من أصل 21، مقابل ثلاثة أصوات رفضت، و6 أخرى امتنعت عن التصويت الذي جرى خلال جلسة لأعضاء المنظمة في بولندا.

وتعد الخليل رابع مكان فلسطيني يدرج على قائمة التراث العالمي، حيث أدرجت مدينة بيت لحم وقرية بتير القريبة من بيت لحم عام 2014م، في حين كانت مدينة القدس قد أدرجت خلال ثمانينات القرن الماضي بطلب أردني.

واعتمدت منظمة اليونسكو على ثلاثة معايير، أهّلت مدينة خليل الرحمن للتربع على قائمة التراث العالمي، رغم المعارضة الإسرائيلية والأمريكية، ورغم الضغوط والحراك الذي سبق اتخاذ القرار بهدف إفشاله.

من جانبه، أوضح علاء شاهين رئيس قسم الدراسات والتخطيط في بلدية الخليل، ومدير مشروع تسجيل البلدة القديمة على لائحة التراث العالمي، أن اليونسكو تشترط إثبات واحد من ستة معايير لإدراج المكان على لائحة التراث العالمي، إلا أن الخليل استطاعت أن تثبت ثلاثة معايير.

وبين في حديثه لـ "الرسالة" أن المعيار الأول هو وجود نموذج معماري فريد ومميز ويرقى للمستوى العالمي، وقد تمثل هذا النموذج بالنظام المعماري للحرم الإبراهيمي، كبناء معماري فريد، عمره يزيد على ألفي عام، وشاهد على مراحل تاريخية مهمة أثرت على البشرية، إضافة لنظام "الأحواش" داخل البلدة القديمة.

وتابع قوله: "تنتشر الأحواش بشكل كبير داخل البلدة القديمة بالخليل، كل واحد منها لعائلة معينة، فالحوش يضم وحدات سكنية ومباني للعائلة الممتدة، ويصل عمر حجارتها من 300-400 عام، وبنيت على الطراز المملوكي".

ولأنها الخليل، حاضنة الحرم الابراهيمي، والمدينة التي لا يجوع أحد فيها، صاحبة القيم الإنسانية العظيمة، فكانت هذه "القيم" التي يتمسك أهلها بها منذ آلاف السنين، معياراً آخر استطاعت الخليل إثباته للدخول باللائحة العالمية.

ويقول شاهين:"وجود الحرم الإبراهيمي وأهميته الدينية وتأثيره على عادات وتقاليد وقيم أهل المنطقة للدخول ضمن القائمة".

أما العامل الثالث، بحسب شاهين، فهو "وجود مبنى له أهمية عالمية"، وقال:"الحرم الإبراهيمي كاف لإثبات هذا المعيار، فعمره ما يقارب ألفي عام، وكان شاهدا على مراحل تاريخية مهمة، ومرت عليه عصور وممالك وحكام، وشاهد على تسلسل تاريخي".

ويأتي القرار ثمرة لجهد تواصل لثماني سنوات، حيث بدأ العمل فيه عام 2009، عندما أطلق رئيس بلدية الخليل آنذاك خالد العسيلي الفكرة، وبدأت كحملة دولية بالشراكة مع بلديات فرنسية، تبعها حراك دولي ومشاركة بمؤتمرات وفعاليات دولية، أوصت بإدراج الخليل على لائحة التراث العالمي.

وحول أبعاد القرار، أشارت عضو بلدية الخليل سوزان العويوي، للأبعاد الإيجابية من ناحية سياسية واقتصادية وسياحية. وقالت لـ "الرسالة": "سياسياً، فالقرار يثبت الحق الفلسطيني العربي الإسلامي في هذه الأرض، ويثبت أن هذا الإرث للفلسطينيين، من خلال إدراجه على لائحة التراث العالمي".

ومن ناحية سياحية، تقول العويوي:"القرار سيسلط الأضواء على المدينة، وذلك من خلال إدراجها على قوائم السياحة العالمية بإمضاء منظمة "اليونسكو"، وستكون محط أنظار السياح من مختلف مناطق العالم، مما سينعش قطاع السياحة فيها بشكل أكبر".

وتابعت:"من جانب اقتصادي، القرار سيكون له انعكاس على إنعاش البلدة القديمة، المقتولة تجارياً واقتصادياً، منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994م".

وبينت عضو البلدية أن الجهد الذي بذل لتحقيق هذا الإنجاز ليس وليد اللحظة، مضيفة:"وإن كنا في المجلس البلدي الحالي قد قطفنا الثمار، لكن العمل على هذا المشروع استمر لثماني سنوات متواصلة، تعاقب خلالها على الخليل ثلاثة مجالس محلية، تخللها عمل تراكمي وجهد كبير".

اخبار ذات صلة