قال مدير عام الإدارة العامة لحماية البيئة في سلطة جودة البيئة م. بهاء الدين الأغا، إن انقطاع التيار الكهربائي يتسبب بتفاقم المخاطر البيئية التي يتعرض لها قطاع غزة، موضحاً أن أهم تلك المخاطر تلوث شاطئ البحر، وتلوث الخزان الجوفي، وخطورة انهيار أحواض بيت لاهيا جراء زيادة منسوب مياه الصرف فيها، عدا عن عدم وصول كميات كافية من المياه للمنازل.
وبين في حوار مع الرسالة أن شاطئ البحر ملوث بنسبة تتجاوز الآن الـــ50%، معتبرا أن الوضع يزاد سوءا مع كل تحليل للمياه تجريه سلطته.
نفوذ غزة ملوث 100%
ولفت الأغا إلى أن السباحة بمياه البحر الملوثة بمياه الصرف الصحي غير قاتلة لكنها تؤدي للعديد من الأمراض الجلدية والنزلات المعوية. وبحسب الأغا فإن على المواطنين الابتعاد عن مصارف المجاري وخصوصا باتجاه شمال المصرف لأنه أكثر تلوثا من جنوبه، مضيفاً أن الأماكن المحيطة بالمضخات الثلاث المنتشرة في مدينة غزة تعد الأكثر خطورة كونها تضخ مياه غير معالجة بتاتاً بعكس المياه التي تمر عبر المحطات، فهي معالجة طبيعيا بالتصفية والترسيب وإن لم يكن هناك كهرباء.
نخشى من انهيار أحواض بيت لاهيا جراء تجمع مياه الصرف الصحي غير المعالجة
ونوه إلى أن المضخات موجودة في الشاطئ ومنطقة الميناء والثالثة في الشاليهات، لذلك فإن نفوذ مدينة غزة ملوث بنسبة 100%، مبينا أن الشاطئ الأطول غير الملوث هو في المنطقة الواقعة جنوب مصب مدينة خانيونس ووصولا لشمال مصب رفح لوجود مسافة طويلة بين المصبين.
وبين أن هناك مناطق صالحة للسباحة في نفوذ مدينة بيت لاهيا وفي مدينة دير البلح، مشيرا إلى أن الحل الأهم للأزمة هو توفير الكهرباء لمعالجة المياه العادمة، موضحاً أنهم راسلوا البلديات لمد انابيب التصريف إلى داخل البحر لمسافة تتجاوز الشاطئ لأن التلوث في المنطقة الشاطيئة يعد الأكثر خطورة، موضحا أن الحل السابق سيساهم في حل المشكلة بسبب عمق البحر وسرعة الحركة إلا أن البلديات تتنظر التمويل لهذا المشروع.
تجدر الإشارة إلى أن بلديات قطاع غزة تضخّ مياه الصرف الصحي نحو شاطئ البحر، نظراً لقصور محطات معالجة مياه الصرف الصحي الموجودة في القطاع عن معالجة المياه العادمة بالشكل المطلوب، جراء انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود، الأمر الذي أدى إلى وصول نسب التلوث في البحر لمستويات عالية.
خطر انهيار أحواض الشمال
ويقول الأغا إن القطاع يضم 3 محطات مركزية قيد الانشاء ستساهم في تقليل التلوث، الأولى في الشمال جاهزة إلا أنها تنتظر الكهرباء، موضحا أن محطتي الوسطى وخانيونس يفترض تشغيلهم في العام 2020م.
وبين الأغا أن قطاع غزة يوجد به خمس محطات معالجة، أربعة منها تصرف مياه الصرف الصحي نحو البحر، والخامسة في شمال القطاع، والتي يتم تصريف المياه منها نحو أحواض عشوائية، ما يؤدي لتسرب المياه الملوثة الى باطن الأرض وبالتالي تأثر الخزان الجوفي المصدر الوحيد لسكان القطاع.
وحول الأضرار على الحياة البيئية داخل البحر نتيجة ضخ مياه المجاري، ذكر الأغا أن البيئة البحرية تضررت بشكل محدود لأن التلوث على الشاطئ والثروة في الداخل، "لذا يجب منع الصيد من الشاطئ بشكل قطعي".
تصريف مياه الأحواض بدون معالجة يتسبب بتلوث خزان المياه الجوفي
وبين أن وقف التصريف باتجاه البحر سينهي الأزمة القائمة خلال يومين لأن مياه البحر تتجدد بشكل دوري، لافتا إلى أنها لا تتسبب بأثار بعيدة المدى. وبحسب الأغا فإن التيار المائي بنسبة 70% يتجه من الجنوب إلى الشمال، لذا المصبات تلوث شمالها أكثر بكثير من جنوبها، لذا يرشد المواطنين بالابتعاد جنوبا لمسافة 400 إلى 500 متر.
وعن تضرر الاحتلال، ذكر أن الاحتلال لديه محطة مياه شرب في عسقلان لذا فإن تلوث المياه لا يتعلق بالسباحة فقط بل يؤثر على مياه الشرب لديه، وتصبح بحاجة إلى تعقيم، وبالتالي الخطورة أكثر.
خزان جوفي ملوث
ويذكر الأغا أن الاحتلال يهدد بشكل مستمر في حال تم تصريف محطة بيت لاهيا في البحر نظرا لجحم التلوث الناجم عنها، مشيرا إلى أن الاحتلال يهدد بقصف أي خط يمتد من الأحواض باتجاه البحر. وبين أن خطر تلوث البحر هو أقل بكثير من مخاطر تلوث الخزان الجوفي بسبب تجمع المياه العادمة في الأحواض وكذلك أقل من مخاطر انهيار أي حوض. وبحسب الأغا، فإن أحواض بيت لاهيا مهددة بالانهيار كما حصل في عام 2007م نتيجة استيعابها كميات زائدة عن قدرتها.
وتطرق الأغا لمشكلة تزويد منازل المواطنين بما تحتاجه من مياه، حيث أكد أن انقطاع الكهرباء منع وصول كميات كافية من المياه، ما سيؤدي لحدوث أزمات صحية وإنسانية للسكان.
وناشد كافة الجهات بضرورة العمل من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة وتأمين توفير الاحتياجات الأساسية للحياة لسكان القطاع خاصة التي تمس حياتهم.