حذرت قيادات مقدسية من خطورة نصب الاحتلال الإسرائيلي بوابات إلكترونية في أزقة مدينة القدس المحتلة وحول بوابات المسجد الأقصى المبارك، مبينة أنها تدمر ما تبقى من النسيج الاجتماعي في البلدة القديمة وتسرع إخلاء وتهويد عقاراتها الإسلامية.
وأغلقت قوات الاحتلال مداخل مدينة القدس المحتلة وأزقتها، ومنعت المصلين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى وإقامة الأذان فيه، متذرعة بعملية الأقصى التي نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم، مما أجبر أهالي القدس على أداء الصلاة في أقرب نقطة للأقصى.
وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة على مداخل المدينة وفي محيطها وداخل البلدة القديمة، ومنعت المواطنين من الدخول عبر الحواجز العسكرية والوصول إلى محيط المسجد الأقصى. كما شرعت سلطات الاحتلال بنصب بوابات إلكترونية على عدد من أبواب المسجد الأقصى المبارك، بحضور عدد كبير من ضباط الاحتلال؛ بهدف تفتيش المصلين أثناء دخولهم إليه.
ويأتي هذا الإجراء في أعقاب قرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بنصب عشرات كاميرات المراقبة والأجهزة الحساسة وأجهزة التجسس والإنذار على مداخل المسجد الأقصى، والعمل على إعادة فتحه تدريجيًا أمام المصلين والسياح.
وقال رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى المبارك رضوان عمرو: "إن خطورة هذه البوابات اتضحت أكثر، وهي أنها تنهي آخر مظاهر للوصاية العربية الاسلامية على المسجد الأقصى، وتمثل عنوانا للسيادة اليهودية المراد فرضها بقوة السلاح على المسجد لا قدر الله".
وأضاف في تصريح لـ "الرسالة نت"، أن تركيب بوابات الفحص الإلكترونية قبالة أبواب المسجد الأقصى وعلى مداخل وتقاطعات البلدة القديمة وتثبيت حواجز عسكرية دائمة عليها من شأنه إنهاء الاعتكاف الليليَ داخل المسجد الأقصى المبارك.
وبينّ عمرو أن هذه الإجراءات تعمل على إحكام قبضة الاحتلال التعسفية على المسجد الأقصى المبارك، وحرمان المسلمين من الدخول بحرية وتقليص أعداد المرابطين والمصلين على المدى البعيد، وإنهاء دور الأوقاف الإسلامية وقبر أي دور رقابي لحراس المسجد.
وتابع رئيس قسم المخطوطات والتراث "بعد تركيب البوابات الالكترونية سنشهد إعدامات ميدانية على الحواجز على غرار العشرات من شهداء خليل الرحمن إضافة إلى الاعدام الميداني لكافة أعمال الاعمار والترميم للمسجد الأقصى بمنع مواد الترميم".
وأوضح أن "البوابات الالكترونية ستعمل على تصفية كل أعمال الاحتجاج والاعتكاف والتظاهر والمواجهة من داخل المسجد، وشلّ ما تبقى من الحركة التجارية في البلدة القديمة وإنهاء أسواق كاملة على المدى المتوسط والبعيد مثل أسواق البلدة القديمة قرب المسجد الإبراهيمي".
وأكد عمرو أن الصمود المقدسي نجح في إزالة البوابات الإلكترونية عام 2015والتي تم تركيبها بالفعل آنذاك في محيط المسجد.
وفي هذه الأثناء، دعا علماء وقيادات سياسية بالقدس وعموم فلسطين المحتلة، إلى رفض ومقاطعة إجراءات العدوان الصهيوني الجائرة والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم، ومنها فرض البوابات الالكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، مشيرين إلى أن الرضوخ لهذه الإجراءات سيدفع الاحتلال إلى فرض واقع جديد.
وطالب علماء القدس الشريف في بيان صحفي، بعدم التعامل مع البوابات الالكترونية مطلقاً، وعدم الدخول من خلالها إلى المسجد الأقصى المبارك بشكل قاطع.
ودعا العلماء في البيان المشترك الموقع باسم المفتي العام للقدس محمد حسين، ورئيس الهيئة الاسلامية الشيخ عكرمة صبري لشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإقامة الصلوات والتعبد فيه، مطالبين بالصلاة والتعبد أمام بوابات المسجد الأقصى وفي شوارعه وأزقته حال استمرار فرض البوابات الالكترونية.
وكانت سلطات الاحتلال قد أبلغت مساء اول أمس عددا من حراس المسجد الأقصى حظر دخولهم إليه لمزاولة عملهم في رحابه، كما عارض رئيس وزراء الاحتلال نتانياهو إزالة البوابات الالكترونية على أبواب المسجد، وقال: "إن هذه البوابات ستبقى".
يذكر أنه لأول مرة منذ عملية الأقصى التي نفذها ثلاثة من أبناء مدينة أم الفحم يوم الجمعة الماضي، اقتحمت مجموعات من المستوطنين صباح أمس، باحات المسجد الأقصى تحت حماية الاحتلال.
وجاءت اقتحامات المستوطنين في وقت كانت فيه باحات الحرم خالية من المصلين وحراس وزارة الأوقاف وذلك بعد أن امتنعوا عن الدخول عبر البوابات الالكترونية وأجهزة كشف المعادن التي نصبها الاحتلال على مداخل الحرم الشريف عقب إعادة فتحه ظهر أول أمس.