قائد الطوفان قائد الطوفان

أول متحف رقمي في غزة: ثغرة في أسوار الحصار!

متحف رقمي
متحف رقمي

الرسالة نت-أحمد الكومي

قد يكون الحصار الإسرائيلي نجح في تعطيل عجلة الحياة في قطاع غزة، لكنه فشل في تقييد الطاقات الإبداعية فيه، وتنامي الابتكار في صفوف الطلبة والمبدعين.

فقد نجح زميلان من كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين بغزة في صنع ثغرة في أسوار الحصار، عبر أول متحف رقمي في القطاع، وعلى مستوى فلسطين.

وتقوم فكرة المتحف على الاطلاع على تحف أثرية وفنية عبر بيئة افتراضية، بالاستعانة بنظارة وهاتف محمول.

تقول إيمان العجرمي، رئيسة قسم تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين، إنها عملت مع زميلها في القسم، أسعد التيان، على ابتكار متحف رقمي، وإنه بعد نجاح الفكرة قررا اتاحتها للناس.

وأضافت لـ "الرسالة" أنهما أطلعا الجامعة على الفكرة، ونالا القبول، قبل أن تبادر الجامعة بتوفير جميع الإمكانات التي تخدم إنجاز المتحف الرقمي الأول من نوعه على مستوى قطاع غزة، وفلسطين.

وبادر الاثنان بالاطلاع على العديد من المتاحف الافتراضية في الخارج، مثل "متحف اللوفر"، وحرصا على اقتباس كل فكرة تخدم عنصر الإبداع في النسخة الفلسطينية.

ثم انتقلا إلى زيارة العديد من المتاحف الأثرية بغزة؛ لانتقاء التحف التي سيجري عرضها للمشاهدة. وتقول العجرمي: "جلبنا صورا لـ 13 تحفة في غزة، اخترناها من معالم مشهورة".

وتشير إلى أنهم عملوا على تحويل هذه التحف إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد، عبر تقنية "الواقع المعزّز"، التي تظهرها وكأنها حقيقية، موضحة أن هذه التقنية، وعبر نظارة الواقع الافتراضي، تقدّم رؤية للمشاهد بزاوية 360 درجة، وفي جميع الاتجاهات.

وذكرت العجرمي أنهم حرصوا على عرض بيانات ومعلومات لكل تحفة تم انتقاؤها، من خلال إضافتها إلى البرنامج؛ من باب التثقيف، إلى جانب عنصر الإبداع.

وأشارت إلى أنهم جلبوا 20 نظارة افتراضية للتجسيد، تبلغ تكلفة الواحدة منها 100 شيكل؛ بسبب عدم توفر تقنية الصور التجسيمية "الهولوجرام"، التي يمنع الاحتلال إدخالها إلى قطاع غزة، كما قالت.

وبيّنت أن ثمن تقنية "الهولوجرام" تبلغ 10 آلاف دولار، إذا ما تمّ تسليطها على تحفة واحدة فقط، "بمعنى أن استخدام هذه التقنية لـ 10 تحف مثلا، تكلف 100 ألف دولار"!

وأكدت العجرمي أنهم تغلّبوا على هذا الأمر، بالنظارات الافتراضية؛ للتجسيد عن طريق الهاتف المحمول، المتوفر لدي كل شخص، لافتة إلى أن تكلفة الإعداد للمعرض بلغت 1500 دولار.

وبسرور بالغ، أكدت العجرمي أن المتحف الرقمي نال إعجاب كثيرين خاضوا تجربة مشاهدته، "وخصوصا طلبة المدارس الذين زاروا الجامعة"، مبينة أنه تم تحميل المتحف على هواتف العديد من الزائرين، وحتى موظفي الجامعة.

وقالت: "أردنا أن نظهر أن طلابنا في غزة وشبابنا، قادرين على توفير بيئة افتراضية للناس، والتغلب على قيود الحصار". وبنبرة تحدٍ، أضافت العجرمي: "ما لم نستطع فعله بسبب الحصار، فعلناه عبر البيئة الافتراضية".

وتابعت: "شيء جميل أن تشاهد صورا لتحف أثرية في بيئة افتراضية (...) الصورة تحكي ألف كلمة".

وتتطلع العجرمي، وزميلها، إلى تطوير فكرة المتحف؛ من خلال زيادة عدد التحف الأثرية والجمالية، وإدخال المزيد من التقنيات والإمكانات البرمجية التي تدعم وتخدم التطبيق.

يذكر أن غزة تشهد كل عام أسبوع فلسطين التكنولوجي (إكسبوتك)، الذي تبادر فيه الشركات التكنولوجية الفلسطينية، والأفراد المبدعين، إلى عرض ابتكاراتهم، وطرح العديد من التطبيقات التفاعلية، التي تدعم قطاع الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين، وغزة خصوصا.

وتستحوذ الابتكارات المعروضة على ثناء وإعجاب كثير من الزوار، ويبرز ذلك في نسبة الاستخدام العالية للتطبيقات، رغم حالة التضييق والحصار، الذي يحاول الاحتلال من خلاله، قتل الإبداع.

البث المباشر