يصب المقدسيون جام غضبهم على قوات الاحتلال "الاسرائيلي" المنتشرة لإجبارهم على الدخول إلى باحات المسجد الأقصى المبارك عبر أجهزة الفحص الالكترونية التي نصبتها مؤخراً، حيث يرفض موظفو دائرة الأوقاف الدينية والمصلون العبور منها، مفضلين أداء الصلاة أمام الأبواب حتى إزالة البوابات الإلكترونية.
وكانت قوات الاحتلال استغلت عملية القدس البطولية التي نفذها شبان الأقصى الثلاثة الجمعة الماضي، بتنفيذ مخططاتها المعدة مسبقاً لتقسيم المسجد الأقصى والنيل من المقدسيين، وأعلن رئيس الوزراء "الاسرائيلي" نتنياهو إغلاق المسجد بوجه المصلين، ثم فتحه تدريجياً شرط أن يعبر المصلون من بوابات الفحص الالكترونية بذريعة "الدواعي الأمنية".
ومنذ الأحد الماضي يرفض المقدسيون الدخول إلى الأقصى عبر ما وصفوها ببوابات الذل والفصل العنصري، وأعلنوا عن الانتفاض بوجه قوات الاحتلال حتى إزالتها وإعادة الأمور إلى نصابها الذي سبق عملية القدس الأخيرة.
ووصف المرابط المقدسي نافذ أبو سرور ما يجري في القدس من أحداث (بانتفاضة المقدسيين بوجه المحتلين)، مبيناً أن كرة النار تتدحرج بوجه القوات "الاسرائيلية" مع مرور الوقت ويزداد عدد المرابطين أمام البوابات الالكترونية.
ويرى أبو السرور في حديثه مع "الرسالة" أن الاحتلال يهدف من البوابات الالكترونية إلى إذلال المصلين والمواطنين، وابتزازهم أثناء دخولهم إلى المسجد الأقصى والخروج منه، ويفرض على المقدسيين المعادلة بأنه صاحب السيادة الكاملة على مكانهم المقدس، ليبدأ بعد ذلك بتمرير مخططات أكثر خطورة من البوابات الالكترونية.
ولم يجد المقدسي حجة لمن يتقاعس عن نصرة المسجد الأقصى والخروج في وجه قوات الاحتلال المنتشرة بكامل أرجاء المدينة، ومواجهتها بكل السبل المتاحة، مطالباً الشعب الفلسطيني بتوسيع رقعة التضامن والاحتجاج حتى ثني الاحتلال عن قراراته.
جدير بالذكر أن بوابات الفحص الالكتروني تستهدف أجساد المقدسيين الذين يدخلون إلى المسجد الأقصى، وتقوم على أساس أن الشخص يضع مقتنياته المعدنية على طاولة بجوار البوابة، ثم يأذن له جنود الاحتلال بالعبور، وفي حال ثبت خلوه من معادن ولم تطلق البوابة صافرة انذارها، يسمح له بالوصول إلى الأقصى، وغير ذلك يتم إخضاعه إلى التفتيش المذل.
صحوة كبيرة
ويعلق د. جمال عمرو المختص في شؤون القدس، على هبة المقدسيين بوجه البوابات الالكترونية، قائلاً "نحن أمام صحوة كبيرة لأبناء المدينة المقدسة ولكافة أبناء الشعب الفلسطيني، في وجه الاحتلال "الاسرائيلي" وانتهاكاته الخطيرة التي واصل ارتكابها طيلة الأعوام الماضية".
ويضيف عمرو للرسالة " أن شرارة المواجهات لن تقف فقط في مدينة القدس والضفة المحتلة، بل سيمتد شعاعها ليحرك أوصال الأمة بعد مئة عام من الخيانة العربية العظمى، لنبدأ نعيش بمرحلة جديدة تنتهي بتطهير المدينة المقدسة من الاحتلال".
ويبين المختص في شؤون المدينة المقدسة، أن المقدسيين وأبناء الداخل المحتل، يسطرون أسمى معاني الدفاع عن المسجد الأقصى، ولم يترددوا بأن يخرجوا من بيوتهم إلى أبوابه أفواجاً، ومضى يقول: "علت أصوات المقدسيين بتداول مصطلح المهاجرون والأنصار، بعد أن استقبلوا
الآلاف من المدن الفلسطينية المحتلة كافة، لمساندتهم في الرباط على أبواب الأقصى وتوسيع رقعة المواجهة بوجه الاحتلال".
ويعبر عمرو عن ثقته بأن حكومة الاحتلال التي يترأسها نتنياهو ستخضع لمطالب الثائرين في المدينة المقدسة بإزالة البوابات الالكترونية، بعد أن أظهروا استماتتهم بالدفاع عن الأقصى ونصرته، وتابع قوله: " الأمر لن ينتهي عند إزالة البوابات بعد أن نجحت عملية القدس بإيقاظ روح الجهاد بنفوس المقدسيين الذين نغصت عليهم العقوبات الاسرائيلية عيشهم، ولم يعد لديهم ما يخسرونه".
وطالب الفصائل الفلسطينية بالتحرك بشكل موحد لنصرة المسجد الأقصى وإظهار الأحداث التي تدور في رحاه أمام الشعوب العربية ودول العالم، لإجبار حكومة الاحتلال على وقف الانتهاكات كافة الممتدة منذ اتفاقية توقيع اتفاقية أوسلو بحق مدينة القدس.
وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن شرطة الاحتلال طلبت تركيب بوابات الكترونية منذ العام 2014، وهو ما يؤكد الترصد والنية المسبقة لدى الاحتلال لمحاولة تغيير الوضع القائم بالمدينة المقدسة، ويواصل نتنياهو تعنته وأكد أن البوابات الالكترونية لن يتم إزالتها عن مداخل المسجد الأقصى، لتبقى الأيام المقبلة حبلى بالأحداث والمواجهات المتسارعة.