قائمة الموقع

الموقف العربي.. صمت إزاء فرض وقائع جديدة بالأقصى

2017-07-20T15:08:25+03:00
صورة ارشيفية
الرسالة نت-محمود هنية

سبق إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي جلعاد اردان، وجود اتفاق مع دول عربية سواء كان بجهة مباشرة أو غير مباشرة لنصب البوابات الالكترونية أمام مداخل المسجد الأقصى المبارك، مواقف مشابهة تورطت فيها ذات الدول ضد الأقصى.

منذ أشهر عدة كان النقاش في مدينة العقبة الأردنية يدور على تركيب كاميرات في ساحات المسجد الأقصى، قالت وسائل الاعلام العبرية آنذاك أن هذا الطرح من بنات أفكار المملكة الأردنية وبمباركة سعودية وقد دفن المقترح على يد المقدسيين.

سلسلة من الأدوار المشبوهة عربيًا وجدت طريقها لمدينة القدس، ليس أقلها ما كشف عنه كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية لـ "الرسالة" في وقت سابق، حول تورط الامارات العربية في شراء منازل أثرية وفنادق بالقدس وتأجيرها لليهود.

اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي رأى أن الهدف من تركيب هذه البوابات حماية المسجد ودور العبادة من "الإرهاب" كما يقول.

وأضاف عشقي لـ "الرسالة" أن "المملكة لا ترى مانعًا في هذه الإجراءات خاصة في ظل ضرب الإرهاب لدور العبادة، ولكن يجب أن يقبل بذلك الفلسطينيون أنفسهم".

تزامن الأحداث الدائرة في الأقصى ضمن ما يعرف بمخطط تصفية "قضية القرن" في ظل الحديث الإسرائيلي المتكرر عن علاقات غير معلنة مع دول عربية، وفي ظل الإعلان الرسمي الإسرائيلي عن عقد لقاءات غير معلنة مع مسؤولي استخبارات هذه الدول دون أن تنفي الأخيرة، كلها وضعت علامة استفهام حول دور هذه الأطراف تجاه قضية القدس.

الشيخ كمال الخطيب لم يخفِ أن كثيرا من أسرار قمة العقبة التي عقدت في يناير العام الماضي بمشاركة سعودية اردنية مصرية إسرائيلية أمريكية رسمية، لا تزال طي الكتمان، وحذر في وقت سابق من خطورة وجود مخططات وأدوار يبدو أنها بدأت تتكشف في ظل الإعلان الإسرائيلي عن التنسيق العالي والمباشر مع هذه الدول.

وبات من المثير ان يتصدر الاعلام الجديد هاشتاق حول تدخل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لحل الازمة وفتح المسجد الأقصى باتصال مع واشنطن، الأمر الذي يخالف الواقع من حيث استمرار إغلاق أبواب المسجد، ويفتح الباب امام حقيقة الأدوار العربية وقبولها لتركيب الكاميرات والبوابات الالكترونية رغبة في ترسيخ وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى، خاصة في ظل شيطنة المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهاب قبل عدة أيام.

واستبق السفير السعودي في الجزائر الموقف الإسرائيلي ضد الأقصى، ليعلن عن شيطنة حماس، موقف وجد فيه رئيس حركة حماس الجزائر عبد الرزاق المقري بأنه ناتج عن أنظمة وصفها بـ "العميلة" المحرضة على المقاومة الفلسطينية عبر وصفها بـ "الإرهابية"، مؤكدًا أن تحريض هذه الأنظمة شكلّ بيئة خصبة للعدوان الإسرائيلي على مدينة القدس المحتلة.

وقال المقري في حديث خاص بـ "الرسالة ": "إن ما يفعله الاحتلال بالقدس غير مستغرب في ظل امتلاكه لمشروع توسعي احتلالي هدفه تدمير الأقصى، بل المؤلم هو عمالة الأنظمة التي تدين المقاومة وتساند الاحتلال وتوفر بيئة للعدوان على القدس، في وقت تقمع فيه شعوبها وتمنعها من التعبير عن قناعاتها، وتصمت عما يجري في الأقصى".

وأضاف أن "السفير السعودي قد خسر عندما وجد ردة فعل منددة وغاضبة في الجزائر من كل الأطراف والقوى والهيئات الجزائرية ضد تصريحاته تجاه المقاومة الفلسطينية"، مبيناً أن الجزائر استقبل الدكتور سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس كرد واضح وعملي ضد تصريحات هذا السفير.

وتابع المقري أن السفير أدرك أنه أخطأ في المكان الذي أطلق منه التصريح، فالجزائر هي بلد المليون شهيد، وكل من هم في مواقع المسؤولية والمنظمات المدنية والمجتمعية هم أبناء شهداء ومجاهدين، وهم من يمثلوا قيادة الدولة الجزائرية".

ونبه إلى خطورة دور بعض الأنظمة العربية في تصفية القضية الفلسطينية من خلال الجلوس على طاولة واحدة مع الاحتلال، فيما بات يعرف بالحلول الإقليمية، مشددًا على أن الرهان الحقيقي يقع على المقاومة الفلسطينية.

وأيدته النائب الأردني الأسبق هند الفايز أن الهجوم الإسرائيلي على المسجد الأقصى يأتي في سياق استغلاله للتآمر العربي على المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حالة التشويه التي تقودها بعض الأطراف العربية ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وقالت الفايز لـ "الرسالة " إنه ليس من المصادفة ان يشن الاحتلال عدوانه على الأقصى في وقت تتهم فيه أطراف عربية المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وتأجيجه في المنطقة، مضيفة: "حماس حركة مقاومة مشرفة وهي من وضعت حدا للصلف الإسرائيلي وارعبت الاحتلال، واذلت نرجسية الاحتلال الإسرائيلي على العالم العربي والإسلامي".

وأكدّت أن إسرائيل استغلت جيدا هذا التناغم العربي ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية من أجل استكمال جرائمها ضد المقدسات الإسلامية، متسائلة عن موقف الدول العربية وفي القلب منها المملكة تجاه ما يتعرض له الأقصى؟، مضيفة: "الدول العربية اليوم لا تملك من أمرها شيئًا والحكومات تسير تماما عكس إرادة الشعوب"، مشددة على ان هذا التشويه لن يفت في عضد المقاومة الفلسطينية في القلب منها حركة حماس التي تعرف طريقها في مواجهة المحتلين.

ولم يختلف موقف السلطة الفلسطينية بالكلية عن موقف هذه الدول لا سيما وانه أعلن أكثر من مرة تورط مسؤولين بارزين في السلطة في صفقات بيع لبيوت واراضي المدينة، إضافة لصمت رئيس السلطة الذي سارع قبل ذلك بالتنديد بالعملية الفدائية التي نفذت بالقدس.

وأكدّ أنيس القاسم رئيس مؤتمر فلسطينيي الخارج، أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح مطلوق اليدين، خاصة وأن السلطة الفلسطينية باتت تغطي على جرائمه تحت شعار التنسيق الأمني.

وقال القاسم لـ "الرسالة"، أن منع الاحتلال المصلين من الوصول إلى الأقصى، واعتداءه على الحقوق الفلسطينية، هي نتيجة طبيعية لمواصلة سياسة التنسيق الأمني.
وذكر أن تعزية السلطة الفلسطينية بالقتلى الإسرائيليين لم تعد مجرد خطوة سياسية، بل أصبحت ضمن مسؤوليات ونطاق أبعد من ذلك فيما ترتبط بالعلاقة الإسرائيلية، مضيفًا: "سلوك السلطة بدء من التعزية ببيريز ومرورًا بتعزية القتلى الإسرائيليين، فهي تعتبر جرائم بشعة وسلوك مطعون فيه ولا يمكن السكوت عنه".

وأشار إلى أن التنسيق الأمني شجع الاحتلال باستباحة المقدسات الإسلامية، وموقف القيادة الفلسطينية من الجرائم الإسرائيلية جعل الاحتلال يواصل عدوانه على الحقوق الفلسطينية.

اخبار ذات صلة