قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد أسبوعين من الإغلاق.. الأقصى ينبض بالحياة مجددا

من احتفالات داخل المسجد الاقصى
من احتفالات داخل المسجد الاقصى

الرسالة نت- نور الدين الغلبان

عاد الأقصى لينبض بالحياة من جديد؛ بعد أن أصبح فارغاً تماماً من المصلين والمرابطين، وبعدما توقفت الحناجر مؤقتاً لتلهج بالذكر وقراءة القرآن في باحاته وبين أعمدته وساحاته؛ معلنة ساعة النصر بإزالة البوابات الالكترونية والجسور والمسارات الحديدية وكافة التعديات التي نصبت على ابواب المسجد الأقصى.

14 يوماً من منع الصلاة داخل المسجد الأقصى، تعالت بعدها أصوات التكبير من قبل آلاف المقدسيين الذين أبدوا فرحتهم برضوخ الاحتلال؛ وانكساره أمام إرادتهم وتصميمهم، على عدم الصلاة بالمسجد إلا بعد تراجع الاحتلال عن كافة إجراءاته.

وعلى وقع تكبيرات الأعياد دخل أكثر من 100 ألف من داخل القدس وخارجها إلى باحات المسجد الأقصى، وهتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، صدحت بها الحناجر وهزت أركان المدينة المقدسة.

مشهد التكبير والتهليل على أبواب المسجد الأقصى أعاد إلى الأذهان أيام الفتح الإسلامي للمدينة المقدسة، ليكتب التاريخ من جديد أن الاحتلال لن يستطيع أن يكسر من صمود وعزيمة أهل القدس وأهل فلسطين.

وفي ظل الغضب المقدسي الذي أشعل فتيل المواجهات في المدينة المقدسة، دخل المقدسيون المسجد الأقصى المبارك من باب حطة من أجل أداء صلاة العصر، في تلبية لدعوة المرجعيات الدينية في القدس المحتلة للفلسطينيين بأداء الصلاة اليوم الخميس في المسجد الأقصى.

وما أن وطئت الأقدام رحاب المسجد الأقصى، حتى شرع مئات الآلاف من المقدسيين بالوقوف لصلاة ركعتي الشكر لله من قبلة وتقبيل تراب الأقصى، ومن بعدها اصطفوا لأداء صلاة العصر بعد غياب عن ساحاته وشوق للصلاة في مسجدهم المبارك.

المقدسيون علموا أنّ وحدتهم ورباطهم وصوتهم العالي هو نصيرهم الوحيد في مواجهة الاحتلال، مبتعدين عن الصراعات السياسية والحزبية المقيتة؛ وقد توجهوا نحو أن قضية الأقصى دينية وعقائدية بحتة.

ووسط أجواء الفرح الغامرة رفع المقدسيون العلم الفلسطيني فوق المسجد الأقصى المبارك، معلنة انطلاق مرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، ستبدأ من ساحات المسجد الأٌقصى.

وما كان لهذا الدخول والانتصار أن يكتمل دون أن تسقى أرض المسجد الأقصى بالدماء والعرق والتعب؛ حيث اعتدت قوات الاحتلال على المرابطين وأصابت العشرات بجروح ما بين المتوسطة والطفيفة حسب الهلال الأحمر.

ولم تغب صورة الشهداء الأربعة الذين ارتقوا في القدس عن المشهد، وهم: محمد شرف، ومحمد أبو غنام، ومحمد لافي، ويوسف كاشور، إلى جانب مئات الجرحى، وعشرات المعتقلين، حيث تمكنوا من دخول باحات الأقصى وانتزاع حقهم بالسيادة عليه.

وفي صورة تحمل كل معاني العزة لأهل القدس وفلسطين، حمل عشرات النشطاء اليهود نعش لف عليه علم "اسرائيل" مع صورة لنتنياهو ، مؤكدين أن الشرف الوطني الاسرائيلي دُفن بعد هزيمة أحداث الأقصى الأخيرة.

البث المباشر