تعهدت إيران بمواصلة برنامجها البالستي "بطاقته الكاملة"، منددة بالعقوبات الجديدة التي أقرها الكونغرس الأميركي بحقها، وسط تصاعد حدة التوتر مع تشديد الدول الغربية للهجتها حيال طهران ومطالبتها بالكف عن إطلاق الصواريخ.
ونقل تلفزيون "إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران" الرسمي عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله "سنواصل برنامجنا الصاروخي البالستي بطاقته الكاملة".
وأضاف أن بلاده تدين ما وصفه بـ "التصرف العدائي وغير المقبول" من قبل الكونغرس الأميركي، في إشارة إلى العقوبات التي أصدر الكونغرس مشروع قانون بشأنها الخميس.
واعتبر أن الموقف الأميركي يهدف إلى إضعاف الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، بينها الولايات المتحدة، وأدى إلى رفع بعض العقوبات عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي.
كما أكد قاسمي أن "المجالات العسكرية والصاروخية تقع في إطار سياساتنا الداخلية ولا يحق للآخرين التدخل أو التعليق عليها"، وتابع "نحتفظ بحق الرد بالمثل وبشكل مناسب على التصرفات الأميركية".
وفي وقت سابق اليوم، صدقت لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني على حزمة إجراءات عاجلة ردا على العقوبات الأميركية غداة إطلاق طهران صاروخا يحمل أقمارا اصطناعية لوضعها في مدار الأرض.
وبث التلفزيون الإيراني الخميس الماضي مشاهد لعملية إطلاق الصاروخ من مركز الإمام الخميني الفضائي في محافظة سمنان شرقي البلاد. وذكر أن العربة التي أطلق منها الصاروخ المسمى "سيمرغ" بإمكانها حمل ووضع أقمار اصطناعية يبلغ وزنها 250 كيلوغراما في مدار على ارتفاع 500 كيلومتر.
تنديد غربي
وتشير الحكومات الغربية إلى أن إيران تحاول تطوير تكنولوجيا صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس تقليدية وحتى نووية، وهو اتهام تنفيه طهران التي تصر على أن أغراض برنامجها الفضائي سلمية بشكل كامل.
وفي بيان مشترك، نددت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بتصرف إيران "الاستفزازي والمزعزع للاستقرار"، معتبرة أن التجربة الصاروخية تشكل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
كما دعت الدول الأربع طهران إلى "الكف عن القيام بعمليات أخرى لإطلاق صواريخ بالستية ووقف الأنشطة المرتبطة بها".
ويدعو القرار 2231 إيران إلى عدم اختبار صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية، في حين أبقى على الحظر المفروض على الأسلحة.
تحذيرات بحرية
وفي إشارة أخرى إلى تصاعد حدة الخلاف بين واشنطن وطهران، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية اقتربت من زوارق تابعة له في الخليج أمس الجمعة وأطلقت أعيرة تحذيرية تجاهها في حادثة اعتبرها "استفزازية" هي الثانية من نوعها في أسبوع.
وأفاد الحرس الثوري في بيان بأن "الأميركيين قاموا بتصرف استفزازي وغير مهني من خلال تحذير السفن الحربية الإيرانية وإطلاق قنابل مضيئة".
وشهدت مياه الخليج سلسلة حوادث سابقة بين سفن أميركية وقوارب إيرانية كادت تؤدي إلى مواجهات.