وصلت "الليغا" الإسبانية إلى أوجّ تألقها في السنوات الماضية، وتحديدا مع بداية حقبة جوسيب غوارديولا في برشلونة, ثم وصول فلورنتينو بيريز إلى ريال مدريد في ولايته الثانية، بالإضافة إلى تفجّر مفاجأة متمثلة بأتلتيكو مدريد الذي بات يصنف ضمن أقوى 5 أندية بالعالم.
ورغم محاولات البعض إظهار الدوري الإنجليزي بأنه الأقوى على مستوى العالم من حيث الشعبية وشدة التنافس، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك تماما، فقيمة برشلونة وريال مدريد لا يضاهيا في إنجلترا سوى مانشستر يونايتد، كما أن البطولة تضم 6 لاعبين ضمن قائمة أكثر 10 لاعبي شعبية على مستوى العالم (أصبحوا 5 بعد رحيل جيمس رودريغيز).
ولكن هناك مؤشرات خطيرة تهدد تربع "الليغا" على عرش قمة الكرة الأوروبية والعالمية، أهمها أنباء رحيل نيمار دا سيلفا نجم برشلونة الذي يعد اللاعب رقم 1, بعد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وإذا صدقت التقارير وغادر البرازيلي, فإن ذلك سيشكل ضربة قوية للبطولة بشكل عام وليس للنادي "الكاتالوني" فقط.
خسارة كبيرة
نيمار يصنف على أنه اللاعب الثالث الأكثر شعبية على مستوى العالم، ويرى الكثيرون أنه سيكون خليفة ميسي ورونالدو للفوز بجائزة الكرة الذهبية خلال السنوات المقبلة، لأن مستواه بعيد جدا عن منافسيه مثل أنطوان غريزمان، وغاريث بيل، وإدين هازارد، وباولو ديبالا, وآخرين.
وبكل تأكيد لن يؤثر رحيل لاعب واحد على بطولة بحجم "الليغا" خصوصا وأنه ما زال هناك العديد من النجوم الكبار في الغريمين وفي أتلتيكو مدريد أيضا، إلا أن هذا لن يدوم طويلا، وخلال سنوات قليلة فقط ستخسر البطولة المزايا التي حظيت بها في العقد الأخير.
البداية ستكون مع نيمار، بعد ذلك سنشهد رحيل ميسي ورونالدو أو اعتزالهما، ومن هنا، ستفقد "الليغا" الهالة الإعلامية المخيفة التي كانت تحيط حولها طيلة سنوات الازدهار، وستعود مجرد بطولة قوية لا أكثر ولا أقل.
ثورات أخرى
الأمر لا يتعلق ببرشلونة وريال مدريد فقط، فهناك أتلتيكو مدريد أيضا الذي نعلم جميعا أن عودته كفريق صف ثاني هي مجرد مسألة وقت، فبمجرد رحيل دييغو سيميوني ستتوالى الصدمات ويرحل نجم بعد الآخر، ويعود الصراع ثنائيا, بعدما أضاف "الروخي بلانكوس" نكهة خاصة للبطولة.
ومن العوامل الأخرى التي تشير إلى تراجع قيمة "الليغا" مستقبلا، هي الثورة التي تقوم بها أندية الدوري الإيطالي على رأسها ميلان، وبدرجة أقل الإنتر وروما ونابولي.
ويبدو أن القائمين على صناعة الكرة في إيطاليا أدركوا سبب تخلفهم، وبات هناك تحركات واضحة للعودة إلى القمة مجددا، وبحسب ما نراه الآن، فإن سنوات الظلام لـ"الكالتشيو" شارفت على النهاية.
كذلك يجب ألا ننسى الفضائح الضريبية التي انفجرت في آخر 3 سنوات ووصلت إلى الذروة في الموسم المنصرم، وتزامن معها وجود شبهات فساد في الاتحاد الإسباني.
وبهذا لن يكون القدوم إلى الدوري الإسباني مغريا للنجوم في المستقبل, بعد رحيل أو اعتزال ميسي ورونالدو، لاسيما وأن الضرائب في إسبانيا مرتفعة جدا مقارنة بالدول المنافسة، وهذا أيضا مؤشر خطير يوضح لنا ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب.
بالتأكيد هذه مجرد تخمينات مبنية على بعض المعطيات المطروحة الآن، فحتى هذه اللحظة "الليغا" هي محور الحديث في الإعلام الرياضي والأكثر قيمة من حيث جودة النجوم وقوة الأندية التي سيطرت على البطولات الأوروبية بشكل كاسح "مؤخرا".