تستقطب سفينة أطُلق عليها اسم "لولو روز" في منطقة الميناء الأولى غرب مدينة غزة، جمهور المصطافين في المدينة، إذ وجدوا فيها متنفساً للتنزه وقضاء بعض الوقت بعيداً عن هموم الحياة وظروف القطاع الذي يشتد حصاره بمرور الوقت.
ومع اقتراب قرص الشمس الملتهب من البحر، وصل الشاب نسيم زيادة (25 عاماً) برفقة عائلته إلى شاطئ بحر غزة، هرباً من ظروف القطاع الصعبة وانقطاع الكهرباء، وارتفاع درجات الحرارة، فجال بنظره باحثاً عن مكان مناسب للتنزه فيه، فوجد ضالته في سفينة كبيرة ترسو على شاطئ البحر، ويعتلي سطحها عدد من المصطافين، في مشهد جمالي جسد لهفة الغزيين للهروب من الواقع الصعب وعتمة الكهرباء.
اصطحب زيادة عائلته متوجها نحو سفينة "لولو روز"، حيث وجد فيها متنفساً للتنزه والبعد للحظات عن ظلام البيوت واشتداد درجات الحرارة، وفق ما يروي لمراسل "الرسالة" الذي زار السفينة.
وبدا واضحاً مدى إعجاب عائلة زيادة بالجلسة التي وصفوها بـ "الهادئة"، من أعلى السفينة، حيث اختصر حديثه بالقول: "المكان حلو كثير، وجو ترفيهي رائع خاصة في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في القطاع".
وتتكون السفينة من طابقين، أحدهما أرضي يمتد إلى خارج الشاطئ -على الأرض-، والطابق الأول عبارة عن سفينة كبيرة ممتدة إلى داخل مياه الشاطئ، تشتمل على مجموعة من الطاولات لجلسات عائلية خاصة.
ولمس مراسل "الرسالة" ضمن جولته في أرجاء السفينة مدى ارتياح المصطافين الذين ارتسمت على محياهم الابتسامة، ومحاولتهم قضاء وقتٍ بعيدا عن الهموم التي اثقلت كاهلهم، لاسيما في الفترة الأخيرة.
وفي الجهة المقابلة لعائلة زيادة، جلس المهندس محمد كحيل (28 عاماً) برفقة زوجته، في ساعة "نزهة بعيدة عن صخب الحياة"، حيث وجد فيها "المكان الأول للترفيه والتنزه وقضاء وقت جميل"، وفق ما يروي "للرسالة".
ويضيف كحيل "لأول مرة أجد مكان في غزة مثله، من حيث الفكرة والجمال، بالإضافة إلى ملائمة أسعاره للواقع الذي يعيشه السكان".
أما الشاب منير رحمي (24 عاماً) الذي فضّل الجلوس في الطابق الأول للسفينة برفقة زوجته وطفلته، فأخذ ينظر إلى أبعد مدى في البحر، متأملاً روعة الطبيعة.
في تلك اللحظات تحدثنا معه، فاختصر حديثه قائلاً: "أجمل مكان شوفته في غزة، في ظل ظروفنا الصعبة"، مضيفاً "سأقضي أكبر وقت ممكن هنا، هرباً من انقطاع الكهرباء".
وحول فكرة السفينة التقى مراسل "الرسالة" بالمسؤول عنها ثابت الترتوري، فأوضح أنها جاءت نتاج تفكير طويل في إمكانية فتح مشروع ترفيهي يتناسب مع ظروف قطاع غزة الاقتصادية من جهة، ويشكّل مصدر دخل له من جهة أخرى.
ويقول الترتوري أنه يعاني من أوضاع اقتصادية حلّت به وكثرت الديون عليه، بعد فشل مشروعه الأول (صالة أفراح)، مشيراً إلى أنه لجأ لفكرة انشاء السفينة كونها الأولى في قطاع غزة.
وبيّن أنه استمر العمل في المشروع على مدار شهرين، وبلغت تكلفته المالية 130 ألف دولار، لافتاً إلى أنه انطلق منذ 25 يوماً.
وأضاف "غزة تحتاج مشاريع جديدة ترفيهية، تخفف من همومها، وبأسعار تناسب الوضع الاقتصادي الصعب"، مؤكداً أن أسعاره في متناول الجميع.
وبحسب الترتوري، فإنه يفكر في تطوير مشروعه من خلال إضافة طابق ثاني للسفينة، وتوسيع المنطقة الأرضية على الشاطئ".
ويعاني قطاع غزة أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه من جهة، واشتداد أزمة الكهرباء في الفترة الأخيرة من جهة أخرى، وهو ما يدفع المواطنين للهروب من ذلك الواقع بحثاً عن أماكن ترفيهية يقضون فيها ساعات تخفف همومهم.