شمال غزة- كمال عليان
رحلة يومية مضنية يعيشها الزوج الكفيف أكرم جمعة الأبرق في العقد الثاني من عمره، تبدأ مع مطلع النهار ولا تنتهي بحلول الليل، إذ يطغى عليها تبادل الكفيف الشاب وزوجته لمعاناته في أجواء يملؤها رضا النفس والثقة بقدر الله.
وتعرض "أكرم" الذي فقد بصره لشظايا بقايا مخلفات الاحتلال عام 2005، حيث انفجرت به أحد العبوات التي كانت مدفونة بالقرب من منزله الواقع في قرية (أم النصر) أو ما تسمى بالقرية البدوية شمال منطقة بيت لاهيا أقصى شمال قطاع غزة.
والكفيف الأبرق لم يتوان يوماً عن التفاني في الاندماج بالحياة ونشاطاتها، وحرص على اكتساب المهارات الحياتية بدوافع ذاتية ومعاونة نفسه وأهله وأصدقائه، حتى قرر الالتحاق بالعمل بعد اجتياز اختبار الثانوية العامة، وتلق التدريب على الخطابة في المساجد ليكون عنصرا فاعلا في المجتمع.
ويعمل أكرم الآن خطيبا في أحد مساجد منطقته، وفيما عمل لسنوات تحت بند التطوع ثم البطالة، شاء القدر أن يلتقي بزوجة كريمة مبصرة تساعده على قضاء أمور الحياة الصعبة بالنسبة له، وليثمر زواجهما عن إنجاب ابنهما مصعب.
يقول "أكرم" لـ"الرسالة" إن اقترانه بزوجته جاء نتيجة توالد حالة من الانسجام والتفاهم والمحبة، لتعينه على الحياة، ما دفعه بإصرار للاستمرار في العمل التطوعي لفترات.
ويواجه الشاب الكفيف أسوة بغيره من ذوي الإعاقة البصرية مشكلات تتعلق بصعوبة التنقل وتوفر المواصلات عدا عن استغلال سائقي العمومي بحسب قوله، إلا أنه وبمساعدة بعض الأشبال في منطقته، لا يكل ولا يمل عن ممارسة حياته بصورة طبيعية.
ويتمنى أكرم أن تستقر أموره العملية باستقراره في عمله خطيبا لأحد مساجد المنطقة التابع لوزارة الأوقاف على نظام التطوع، داعيا الجهات المعنية في وزارة الأوقاف والشئون الدينية إلى النظر في طلبه والالتفات إلى حالته الصعبة.
ولا تتجاوز مطالب الزوج المكافح مبدأ التثبيت في وزارة الأوقاف، حيث يشعر بارتياح تام في أجواء العمل وتفهم الزملاء العاملين لحالته، ويطمح بتأمين مستقبله بعد أن يحظى بالتثبيت ليحاول تحسين مستوى معيشته مع زوجته وابنه مصعب الذي أبصر النور قبل عام.