أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس زيارة غير عادية إلى رام الله، وصفها مسؤولون فلسطينيون بأنها رسالة دعم للسلطة في مواجهة إسرائيل وإجراءاتها، خصوصاً في المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة.
وكشف وزير خارجية السلطة رياض المالكي، في تصريح عقب اللقاء، أن الجانبين الأردني والفلسطيني اتفقا على «تشكيل خلية أزمة مشتركة تتواصل فيما بينها لتقويم المرحلة الماضية والدروس والعبر، وأي تحديات قد نواجهها في الأقصى».
وأضاف: «هذه الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية بهدف إجراء تقويم مشترك لمشكلة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد ومحاولة تغيير الواقع القائم فيه». وتابع: «تم تقويم التجربة والتحضير لمرحلة مقبلة نتوقعها من إسرائيل، ومن شخص رئيس الحكومة (بنيامين) نتانياهو».
ويتولى الملك عبدالله الثاني الوصاية الدينية على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فيما تتولى القيادة الفلسطينية التمثيل السياسي.
وقال المالكي إن عباس وعبدالله الثاني بحثا أيضاً في الجهود الأميركية لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية المعلقة منذ ثلاث سنوات.
وتابع: «إن كان هناك أي عملية سياسية، يجب أن تخضع إلى بنديْن أساسيين: الأول الإقرار بمبدأ حل الدولتين، والثاني وقف النشاط الاستيطاني المستفز الذي يتطور في شكل كبير كي يمنع إمكان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والمتواصلة جغرافياً». وأضاف أن من المتوقع أن يزور مبعوثون أميركيون المنطقة مجدداً خلال الأيام المقبلة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن الجانب الأردني قلق من تراجع الإدارة الأميركية عن العملية السياسية. وكان المستشار الخاص للرئيس الأميركي صهره جاريد كوشنير أبلغ أعضاء الكونغرس أخيراً بنية الإدارة الأميركية سحب يدها من عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية بسبب عدم وجود أفق لها.
ورأت مصادر أردنية وفلسطينية أن زيارة الملك مرتبطة بتطورين مهميْن، هما أحداث الأقصى، والسفارة الإسرائيلية في الأردن.
وأكد مصدر أردني بارز لـ «الحياة» أن الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع في الأقصى، والتي ترافقت مع استقبال نتانياهو الاستثنائي والاستفزازي لحارس السفارة الذي قتل مواطنيْن أردنيين، جعلت الملك عبدالله يزور رام الله ويلتقي القيادة الفلسطينية للبحث في تنسيق الجهود لمواجهة السياسة الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً فادحة بكل من الأردن وفلسطين».
وترافقت الزيارة مع تقديم الملك عبدالله الثاني دعماً مالياً بقيمة مليون دولار لموظفي الأقصى، وتخصيص مبالغ مالية إضافية لخدمة المسجد.
وحضر اللقاء من الجانب الأردني، رئيس الديوان الملكي فايز الطروانة، ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ومدير المخابرات العامة عدنان الجندي، وسفير الأردن لدى دولة فلسطين خالد الشوابكة، كما حضره من الجانب الفلسطيني رئيس الوزراء رامي الحمد الله، والأمين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم، ووزير الخارجية، والناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش.
الحياة اللندنية