نقلت وكالة أسوشيتد برس أن الولايات المتحدة تجري اتصالات مع كوريا الشمالية عبر قنوات دبلوماسية سرية منذ عدة شهور، بينما تشهد العلاقات بين البلدين في هذه الآونة توترا غير مسبوق.
وأضافت الوكالة -نقلا عن مسؤولين أميركيين- أن هذه الاتصالات لم تنقطع حتى الآن، مشيرة إلى أنها تشمل كلا من مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشؤون كوريا الشمالية جوزيف يون ودبلوماسي بارز في بعثة كوريا الشمالية بالأمم المتحدة هو باك يونج إل.
ويقول مطلعون على هذه الاتصالات إنها قد تؤسس لمفاوضات أكثر جدية تتعلق ببرنامج كوريا الشمالية للسلاح النووي في حال تخلى الرئيسان الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن لغتهما التصعيدية.
ووفقا للتقرير، فإن الاتصالات تجري بشكل منتظم بين المبعوث الأميركي والدبلوماسي الكوري الشمالي إلى الأمم المتحدة ويطلق عليها الدبلوماسيون قناة نيويورك.
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ألمح خلال مشاركته في اجتماعات آسيان في الفلبين الأسبوع الماضي إلى وجود مسار للاتصال مع كوريا الشمالية قائلا "لدينا وسائل اتصال مفتوحة معهم وللاستماع إليهم إذا أرادوا التحدث".
الخيار العسكري
وكان ترمب أعلن الجمعة أن الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية "جاهز للتنفيذ"، وكتب على موقع تويتر أن الحلول العسكرية موضوعة بالكامل حاليا وهي جاهزة للتنفيذ في حال تصرفت كوريا الشمالية دون حكمة، وتابع "نأمل أن يجد كيم جونغ أون مسارا آخر".
وزادت تصريحات ترمب الأخيرة من حدة الخطاب العدائي المتبادل بين واشنطن وبيونغ يانغ على خلفية برنامج كوريا الشمالية النووي والبالستي، وبعدما أعلنت بيونغ يانغ أنها تعد خططا لإطلاق صواريخ تجاه جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ.
كما حذر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من أن اندلاع حرب سيكون "كارثيا"، مشيرا إلى أن الجهود الدبلوماسية للسيطرة على هذا الموقف "بدأت تحظى بالدعم".
مواقف دولية
في غضون ذلك، دعت الأطراف الدولية إلى التهدئة وتعزيز المساعي السلمية، وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن على الدولتين الابتعاد عن "المسار القديم في تبادل استعراض القوة ومواصلة تصعيد الوضع"، ودعت الطرفين "إلى الحذر في أقوالهم وأفعالهم، والمساهمة بشكل أكبر في تخفيف التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة".
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده قلقة إزاء التصريحات العدائية للولايات المتحدة المتعلقة بالوضع حول كوريا الشمالية، محذرا في الوقت ذاته من أن مخاطر اندلاع نزاع بين الجانبين "كبيرة جدا"، ولمح إلى أنه ربما يعود لواشنطن للقيام بخطوة أولى من أجل نزع فتيل الأزمة.
من جانبها، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التصعيد الكلامي بشأن أزمة كوريا الشمالية، وقالت في تصريحات اليوم من برلين إنها تجد أن "التصعيد الكلامي ردا خاطئ"، ودعت إلى تعزيز مساعي الحل السلمي، قائلة "لا أرى حلا عسكريا للنزاع".
الجزيرة نت