منذ أيام دخل إغلاق معبر رفح البري جنوب قطاع غزة شهره السادس، بسبب أعمال الصيانة والترميم التي يقوم بها الجانب المصري في المعبر، بينما تتعلق آمال الغزيين وتوقعات الجهات الحكومية على أن يتم تشغيله مجددًا بعد موسم الحج أو بعد عيد الأضحى على أبعد تقدير.
وعلى أرض الواقع، تسير أعمال التشييد والصيانة على قدم وساق، وبحسب مصدر حكومي مسؤول على إطلاع بتطورات العمل في المعبر فإن الأعمال وصلت إلى مرحلة تركيب الشبكات الداخلية كالكهرباء والتكييف والاتصالات.
وأوضح المصدر في تصريح لـ"الرسالة نت" أن أعمال البناء التي بدأت قبل 5 أشهر وصلت إلى مراحل التشطيب الداخلي للصالتين الجديدتين اللتين تم تشييدهما مؤخرا، متوقعًا أن يتم الانتهاء منها مطلع الشهر المقبل.
وأشار المصدر إلى أن السلطات المصرية أنشأت عدة مرافق جديدة في الساحة المصرية من المعبر غير الصالتين المخصصتين لسفر وعودة المسافرين، والتي صممت بشكل يستوعب المئات من المسافرين؛ مما يخفف من معاناتهم خلال المرحلة المقبلة.
وبدأت أعمال التشييد المصرية قبل أشهر بوتيرة بطيئة إلى أن تم التسريع في الأعمال بعد زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة في يونيو المنصرم، والذي تمخض عن لقاءاته عدة تفاهمات تتعلق بالمعبر والحدود بين قطاع غزة وسيناء.
وفي تفاؤل للجهات الحكومية بغزة، قال عبد السلام صيام رئيس اللجنة الإدارية الحكومية بغزة في تصريح لـ"الرسالة نت" إن الأسابيع القادمة تتجه إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية عبر البوابة المصرية، ومضى يقول: "هناك تهيئة لمعبر رفح لحركة الأفراد، فيما سنشهد قريباً تهيئة المعبر للتبادل التجاري، وذلك بعد ترتيب الأمور اللوجستية منها تخصيص مكان قريب من المعبر نفسه لهذا الشأن".
وتابع "هناك تواصل دائم بين الجهة المختصة من جانبنا والإخوة المصريين المسؤولين عن هذا الجانب لاطلاعهم على صورة الوضع والتعاون في توفير بعض المستلزمات اللوجستية".
وفي تفاصيل ذلك، قال المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود بغزة هشام عدوان:" إن أعمال الصيانة والتشييد للمباني في الجانب المصري وصلت مراحل متقدمة؛ داعيًا السلطات المصرية إلى فتح المعبر في أقرب وقت لحل أزمة السفر المتراكمة.
وكشف عدوان في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" عن أن أعداد المواطنين المحتاجين للسفر والمسجلين لدى هيئة المعابر بلغت 30 ألف مسافر، وهو العدد الأكبر التي تصل إليه أعداد المواطنين المحتاجين للسفر؛ نظرًا إلى أن المدة التي يغلق فيها المعبر حاليا هي الأطول منذ سنوات.
وأكد عدوان أن المعبر سيفتح أبوابه للحجاج الاثنين المقبل لمدة أربع أيام، فيما لم يبلغ الجانب الفلسطيني بموعد تشغيله في الاتجاهين للحالات الإنسانية والعالقين، متوقعا أن يتم ذلك بعد الانتهاء من موسم الحج وعيد الأضحى.
ومما يزيد تفاؤل المواطنين بغزة بإمكانية فتح معبر رفح خلال الأسابيع القليلة المقبلة بشكل شبه دائم، زيارة الوفد الفصائلي رفيع المستوى إلى القاهرة أمس الجمعة، والذي سيناقش مجمل قضايا الحصار على غزة، وعلى رأسها قضية معبر رفح.
وهذا ما أكده عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود الزهار، بأن معبر رفح بين قطاع غزة ومصر سيُفتح بشكل يومي نهاية الشهر الجاري.
وأوضح الزهار في تصريحات صحفية أن المعبر سيفتح خلال أيام لخروج حجاج قطاع غزة، على أن يفتح نهاية الشهر الجاري بشكل يومي أمام حركة المواطنين والتجارة.
وشدد على أن "هناك تطورات إيجابية خلال الفترة المقبلة ستسهم بشكل كبير في تخفيف الحصار، من بينها فتح معبر رفح".
وبناءً على ما يجري في أرض المعبر من الناحية المصرية، والتوقعات لدى الجهات الحكومية في غزة، فإن المعبر سيشهد حركة سفر كبيرة بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والتشييد، وانتهاء موسم الحجاج وعيد الأضحى.
على أي حال، تبقى أعين الفلسطينيين في غزة تتجه صوب البوابة السوداء إلى أن يأذن مأمورها بالتشغيل، مع اعتبارهم لكل ما دون ذلك مجرد حبر على ورق.