قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: تهديدات العدو تحمل وجهين لا ثالث لهما

مصطفى الصواف

وتيرة التهديدات الصهيونية ضد المقاومة الفلسطينية في تزايد على كافة الصعد سواء العسكرية أو السياسية، هذه التهديدات تحمل وجهين لا ثالث لهما، الوجه الاول أن هناك توجها وخاصة على المستوى السياسي الصهيوني من أجل التهيئة النفسية للمجتمع الصهيوني للقيام بعدوان على قطاع غزة أو على جنوب لبنان ضد حزب الله، ورعونة بنت كانت واضحة عندما هدد الدولة اللبنانية بالإبادة تقليدا لتهديدات ترمب لكوريا.

نتنياهو ونتيجة وضعه السياسي داخل الكيان بسبب قضايا الفساد والاتهامات الموجهة له يبحث عن مخرج لإشغال الرأي العام والنجاة من نهاية سياسية مؤلمة، يميل بسب ذلك إلى التفكير الجاد في عدوان جديد على قطاع غزة ويجد تشجيعا من اليمين الأكثر تطرفا منه وهو اليوم يسعى إلى أن ينفرد بقرار الحرب من خلال قانون يحاول استصداره من الكنيست الصهيوني.

فكرة العدوان على غزة ليست بعيدة عن التفكير السياسي والعسكري في الكيان وفي نفس الوقت هم يدركون أن أي عدوان ليس نزهة يمكن أن تنتهي بما يريد نتنياهو ومن يشجعه عليه، والنتائج المترتبة على هذا العدوان قد تكون أخطر على نتنياهو من فضائح الفساد التي يتعرض لها، ثم أن الوضع الاقليمي والعربي رغم أن البعض يعتبره مثاليا للقيام بعدوان مدمر على المقاومة الفلسطينية؛ ولكن بمنطقية وعقلانية أرى أن الوضع غير مشجع لعدوان جديد فالمنطقة لم تستقر لما يخطط له الاحتلال وأعوانه، وأي عدوان جديد قد يقلب الطاولة ويفشل ما تسعى اليه (إسرائيل) منذ سنوات ودليل ذلك موضوع الأقصى والبوابات الالكترونية وما تبع ذلك من تحرك شعبي فلسطيني وعربي وإسلامي شكل ضغطا على الاحتلال ما جعله يتراجع ولو بشكل مؤقت عن إجراءاته.

ومن هنا نميل إلى ان التهديد بالعدوان على غزة قد يكون للوجه الثاني وهو محاولة إشغال الرأي العام داخل الكيان وخاصة الإعلام منه كونه المحرك الأساس في كثير من القضايا السياسية الداخلية كون الاحتلال ديمقراطي فقط داخليا لذلك يلعب الإعلام دورا كبيرا في تحريك الرأي العام وتأليبه، نتنياهو يدرك الأمر جيدا ربما أكثر من غيرة ويريد التلويح أمام الرأي العام بالعدوان على غزة، وأن القضايا المتعلقة بالفساد هي قضايا صغيرة يجب أن لا تلهينا عن خطر المقاومة وقطاع غزة وعلينا ان نلتفت إلى ما يهدد الأمن القومي الصهيوني والقضاء عليه قبل أن يستفحل، ويمكن افتعال بعض الأحداث والاحتكاكات مع المقاومة كالجدار المراد إقامته على حدود قطاع غزة مثالا.

أنا لا استبعد في أي لحظة أن يقوم الاحتلال بشن عدوان على القطاع لأن هذا بالنسبة له أمر استراتيجي وحيوي في ظل تعاظم قدرات المقاومة؛ ولكن تعودنا من الاحتلال أن يعرض أي عدوان على ميزان الربح والخسارة ولا أعتقد أن الميزان في الفترة القريبة لصالح الاحتلال؛ ولكن علينا أن نسأل أنفسنا هل استعدادات المقاومة والجبهة الداخلية جاهزة لمواجهة إي عدوان في أي وقت؟، هذا من وجهة نظري قد يكون أهم من السؤال هل هناك عدوان قريب على غزة؟

في موضوع جاهزية المقاومة هذا شأن المقاومة وهي أعلم من غيرها بإمكانياتها واستعداداتها، أما الجبهة الداخلية فهي بحاجة إلى مزيد من الجهد، مزيد من الالتفات، مزيد من الدعم بأشكاله المختلفة رغم أن شعبنا يراهن عليه وقت الشدائد؛ ولكننا نريده في كل الأوقات لأنه هو الحصن المنيع بعد الله للمشروع الوطني ولمعركتنا مع الاحتلال.

البث المباشر