بدأت إسبانيا عملية واسعة بحثا عن سائق الشاحنة التي نفذت عملية الدعس في برشلونة شمالي البلاد وراح ضحيتها ثلاثة عشر قتيلا وأكثر من مئة جريح، بينهم عشرة في حالة خطيرة، وقالت مدريد إن بعض ضحايا هجوم برشلونة الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية من جنسيات أجنبية، وذكرت الشرطة أنها قتلت خمسة مسلحين أمس ببلدة كامبريلس جنوب برشلونة في عملية إحباط "هجوم إرهابي" آخر، باستخدام أحزمة ناسفة.
وتتعقب قوات الأمن سائق الشاحنة الصغيرة التي دعست حشود في شارع لاس رامبلاس السياحي ببرشلونة قبل أن يلوذ بالفرار راجلا، وقالت السلطات إن أحد منفذي هجوم برشلونة قتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بينما ألقى القبض على رجلين أحدهما مغربي والآخر إسباني في بلدتي ريبول (100 كلم شمال برشلونة) وألكانار (200 كلم جنوب برشلونة)، لكن أيا منهما لم يكن سائق الحافلة.
وقتلت الشرطة رجلا صدم بسيارته نقطة تفتيش تابعة للشرطة ببرشلونة لكن ليس لديها دليل على أن هذه الواقعة أيضا مرتبطة بهجوم الشاحنة.
وأعلنت إسبانيا الحداد لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، ووصف رئيس الوزراء ماريانو راخوي الهجوم بأنه إرهاب جهادي، وقال في مؤتمر صحفي ببرشلونة "الحرب على الإرهاب هي اليوم الأولوية الأولى للمجتمعات الحرة والمنفتحة مثل مجتمعاتنا. إنه تهديد عالمي والرد يجب أن يكون عالميا".
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية التنظيم عن الهجوم، وقالت إن منفذي "هجوم برشلونة هم من جنود الدولة الإسلامية ونفذوا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف"، في إشارة إلى التحالف الدولي ضد التنظيم.
ورجحت إسبانيا ارتفاع عدد قتلى هجوم برشلونة في ظل إصابة أكثر من مئة شخص بعضهم حالته خطيرة، وذكرت حكومة كتالونيا في بيان اليوم أن القتلى والمصابين ينتمون إلى 24 دولة من بينها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وباكستان والفلبين.
وأغلقت محطات قطارات الأنفاق وسكك الحديد في برشلونة عقب الهجوم، وباشرت الشرطة عمليات تفتيش في المباني السكنية وسط برشلونة، في حين أخلى عناصر الأمن ساحة بلازا كتالونيا الكبيرة المجاورة لموقع الهجوم ومحيطها حتى مسافة مئتي متر.
وقالت الشرطة إنها قتلت خمسة مهاجمين الخميس ليلا ببلدة كامبريلس (200 كلم جنوب برشلونة) في إطار عملية لإحباط "هجوم إرهابي" باستخدام أحزمة ناسفة، وأضافت أن ستة مدنيين وشرطيا أصيبوا عندما دعسهم المهاجمون قبل أن تقتلهم الشرطة وتشرف على تفجير المواد الناسفة التي كانت بحوزتهم، وتقول السلطات إن ما حدث بكامبريلس له علاقة بهجوم برشلونة.
وقبل حادث الدعس، قالت الشرطة إن شخصا واحدا قتل في انفجار بمنزل في بلدة أخرى جنوب غربي برشلونة، وأضافت أن سكان المنزل كانوا يعدون متفجرات.
وإذا تأكد تورط التنظيم بهجوم برشلونة فسيكون الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي وقعت على مدى 13 شهرا مضت، واستخدم فيها المهاجمون سيارات ما تسبب في فوضى في شوارع مدن أوروبية وأسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص في نيس وبرلين ولندن وستوكهولم.
وقبل هجوم الخميس، أظهرت بيانات الحكومة الإسبانية أن الشرطة ألقت القبض على 11 مشتبها بأنهم متشددون في منطقة برشلونة منذ بداية العام، وهو ما يزيد على أي مكان آخر في البلاد.