قال الأسير المحرر محمود مرداوي، إنه في عام ١٩٩٨ قام جهاز الشاباك الإسرائيلي، بشن حملة اعتقالات واسعة النطاق على مدار عدة أسابيع في المعتقلات والسجون المركزية تجاوزت ثمانين أسيراً غالبيتهم من سجن عسقلان المركزي.
وأوضح مرداوي في بوست نشره عبر صفحته، فيس بوك، اليوم الجمعة، أن كل التحقيقات تركزت في هذه الحملة على محاولة إعادة بناء تنظيم صفوف كتائب عز الدين القسام في الضفة والقدس بعد الضربات المتكررة إلى جانب اتهامات عديدة لها علاقة بالتسليح والإمداد والتمويل والتوجيه من داخل السجون.
وأشار إلى أن هذه التحقيقات جاءت بالتنسيق مع السلطة، نتج عنها تفكيك خلايا ومصادرة مخازن أسلحة واعتقال مئات من أعضاء وقيادات الحركة في الضفة.
وأكد مرداوي أن أحد مسارات التحقيق التي كان يجريها جهاز الشاباك بناءً على معلومات حسب رواياته تفيد بأن حركة حماس حصلت على معلومات من "مردخاي ڤعنونو" حساسة في مجال تصنيع أنواع من (التي- أن- تي ) شديدة الانفجار وفي مجالات عسكرية أخرى حسب اتهامات الشاباك.
ولفت إلى أن الشاباك كان يفترض أن عملية التجنيد تمت في سجن عسقلان قسم ١٢ في ساحة النزهة عبر نقاط ميتة، لأن "مردخاي ڤعنونو "لا يُسمح له بالالتقاء بأي أسير، وكان يخضع للعزل المشدد والثغرة الوحيدة التي يمكن أن تكون نقطة ضعف هي نزهة (فورة) قسم 12.
وبين مرداوي أن الشاباك حصل خلال عملية دهم وتفتيش في مدينة الخليل على معلومات، تؤكد صلة "مردخاي ڤعنونو" بالقسام، فحصل الشاباك على المعلومة إبتداءً في أقبية التحقيق وتثبت من صحتها خلال عملية التفتيش.
وأضاف:" من هذه الزاوية والنقطة كانت فرصة اطلاعي ومعرفتي بمجريات هذا الاتهام وتسلسل حلقاته، ومحاولة الشاباك واستخبارات السجون التحقق من هذه المعلومات وبحكم عملي ممثلاً عن حماس أمام مديرية السجون في داخل سجن عسقلان في تلك الفترة".
وأوضح الأسير المحرر أن الشاباك افترض أنني أتمتع بحرية حركة أفضل من غيري، الأمر الذي يضعني أحد المتهمين فيما بقي غامضاً في هذه التهمة بوجود علاقة ما بين القسام والعالم النووي "مردخاي ڤعنونو".
وتابع:" في هذه الأثناء كانت استخبارات السجون والأمن تجري معي حواراً هادئاً تقليدياً يتضمن استفسارات لربما تنتهي في تكوين صورة أو انطباع عن إمكانية حدوث هذا الاتصال والتواصل وكيف ومتى وبأي صورة لكن بطريقة غير مباشرة وفيها من الدهاء والمكر ما لا يوحي بأن ما يدور يستهدف في نهاية المطاف تكوين هذا الرأي وتفكيك الجانب الغامض والخفي في القصة حسب اتهامهم".
وأشار إلى أنه في أحد الليالي تم استدعائي لحضور جلسة حوار مع استخبارات السجون وعدد من رجالات الشاباك، وتضمن الحوار مخاطر اعتماد السجون رافد من روافد المقاومة وداعم لوجستي بالخبرة والتنظيم والتمويل والتوجيه.
وذكر مرداوي أن مديرية السجون ستضطر إن لم تقتنع بأن حماس ستنضبط بكل التفاهمات التي أرست الحركة الأسيرة مع مديرية السجون إيقاعها عزل ما هو في داخل السجون عما يجري في خارج السجون فإن مديرية السجون ستنسحب من إدارة السجون وسيتسلم إدارتها الجيش بما يترتب على ذلك من آثار سلبية وصدامات وآلام تؤذي الطرفين.
وبين أنه في سياق هذا النقاش الطويل الذي جرى تذكرت وجود" مردخاي ڤعنونو" متنزهاً على مدار عدة أيام مقابل شباك غرفة ١ في قسم١ في الغرفة التي كنت أتواجد فيها قبل انتقالي لغرفة ٧ قسم ٢ بيوم واحد في مكان الأصل أنه غير معد لذلك.
وأضاف:" لم أستطع أن أفهم سر هذا اللغز، خاصة أن اتهامات الشاباك التي سردتها في بداية القصة لم أكن على علم فيها بعد، لكن تأكدت أن "مردخاي ڤعنونو"هو صلب هذه الجلسة التي استغرقت من ٤ إلى ٦ ساعات، ولا ينفصل وجوده متنزهاً على قطعة من الديشة خلف القسم إلا لحاجة في نفس الشاباك ومخابرات السجون لم نكن على علم فيها".
وقال مرداوي "بينما ونحن خارجين في الممر من قاعة اللقاءات اقترب مني مدير السجن، قال لي قبل أسبوعين الحلوى التي دخلت لكم من مدينة الناصرة زاد العدد عن خمسين علبة، ووفق القانون لا أستطيع إعطاء أسير أكثر من علبة فيها حوالي كيلو من الحلو، وفِي المقابل لا استطيع إرجاعها ولا توزيعها على السجانين، فأنا اقترح عليك توزيعها على أسرى العزل الانفرادي، بشرط أن يأخذ منها الكل دون استثناء بمن فيهم الأسرى اليهود ورددها مراراً وتكراراً".
وأضاف :"وأنا اسمع وأصغي وأفكر بكل كلمة في الجلسة وما تخللها من تهديدات ووعيد وتخوفات من الشاباك مما هو قادم لتصوراته المرعبة، التي أبلغني أنها تعتمد على معلومات بأن حركة حماس بدأت تفكر في تغيير مسار دور الأسرى في الصراع وأن ذلك وصل إلى حد إدخال وسائل قتالية ومتفجرات إلى السجون".
وأوضح أن هالة هذا الحوار وزخم هذه المعلومات وطبيعة الحضور وهمس المدير جعلني أذهب للخيار الأسلم وهو رفض المقترح مع أننا في السجون لم نقف أي موقف معادي للأسرى اليهود في أقسامنا ودائماً اخترنا استراتيجية عدو عدوي صديقي مؤقتاً في هذا الظرف الاستثنائي.
وأشار مرداوي إلى أن استخبارات السجون بتوجيه من الشاباك اعتقدت أننا سنتصل في "مردخاي ڤعنونو" عن طريق الشبّاك فسهلت اقترابه منا دون علمه وعلمنا حتى تتأكد من طريقة الاتصال وحجم الاتصال وحجم المعلومات التي وصلت.
وأضح أنه عندما فشلت في ذلك بعدم إجراء أي اتصال قامت بعرض توزيع ما تبقى من الحلوى على الأسرى بما فيهم اليهود الأمر الذي يمنحنا فرصة لإدخال رسائل عبر هذه الحلوى نتواصل من خلالها مع من نريد خاصة أن "ڤعنونو" في مكان منفصل ويسهل تحديد الحلوى التي ستصل إليه.
وأكد الأسير المحرر مرداوي أنه مع الرفض أُغلق باب هذا الملعوب وبقيت التساؤلات مفتوحة والأجوبة عنها منتظرة في قابل الأيام إذا ما كانت اتهامات الشاباك المتعلقة بتجنيد كتائب القسام ل " مردخاي ڤعنونو" صحيحة أم لا؟