أعلنت القوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في بيان لها اليوم اقتحام مركز قضاء تلعفر، مستمرة بالتقدم بعد أن واصلت حشدها لتطويق المدينة واستعادتها من التنظيم، وسط توقعات أميركية بطول أمد المعركة، ومخاوف من كارثة إنسانية تنتظر المدنيين هناك.
وقال الجيش العراقي إن قواته اقتحمت اليوم الثلاثاء مركز قضاء مدينة تلعفر معقل تنظيم الدولة الإسلامية إلى الغرب من الموصل. وذكرت بيانات لقيادة العمليات العراقية المشتركة أن قوات الجيش ووحدات مكافحة الإرهاب اقتحمت المدينة من الجهتين الشرقية والجنوبية.
وبحلول اليوم الثالث بعد إعلان بدء الهجوم على مدينة تلعفر آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة، تتواصل العمليات العسكرية التي بدأتها القوات العراقية ضد التنظيم بهدف السيطرة على المدينة.
وفي وقت سابق، أعلنت القوات العراقية التي تتكون من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، سيطرتها على تسع قرى تقع في محيط تلعفر عقب ساعات من انطلاق العملية التي تعرف في بغداد بـ "قادمون يا تلعفر".
وقالت قوات مكافحة الإرهاب إنها بدأت تطويق بلدة العياضية شمال شرق تلعفر، وإن قوات عراقية أخرى وصلت إلى مفترق طرق الكاسك جنوب تلعفر بهدف إحكام الطوق على المدينة.
ويُقدّر عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في تلعفر بنحو ألف بينهم أجانب، حسب ما أعلن رئيس مجلس قضاء تلعفر محمد عبد القادر.
وقال مراسل الجزيرة في محيط تلعفر إن طائرات التحالف الدولي وطائرات مروحية عراقية تواصل التحليق في أجواء المنطقة، بينما يصل مزيد من القوات البرية إلى محيط تلعفر المدينة.
وقال قادة ميدانيون إن هدف القوات الموالية الحكومية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هو التمركز في كل المحاور في محيط تلعفر بهدف تطويق معقل التنظيم بالكامل.
وأوضح قائد قوات الشرطة الاتحادية الاثنين الفريق الركن رائد شاكر جودت إن قواته "تبعد مئات الأمتار عن منطقة الكفاح، أول أحياء تلعفر" من الغرب، وشوهدت قوافل الدبابات والآليات المدرعة أمس في السهول الصحراوية لتلعفر، وهي تتجه إلى المدينة تاركة وراءها سحبا من الغبار.
واعتبر قائد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال ستيفن تاوتسند إن معركة تلعفر "معركة مهمة أخرى يجب كسبها لضمان أن البلاد والمواطنين في النهاية متحررون من تنظيم داعش".
أما وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس فبدأ الثلاثاء زيارة إلى بغداد لتأكيد الدعم الأميركي للعراق،
وقال للصحفيين قبل الزيارة "إن تركيزنا حاليا هو إلحاق الهزيمة بداعش داخل العراق، وإعادة فرض السيادة العراقية ووحدة الأراضي"
وعن مسار المعركة قال ماتيس إن "أيام داعش معدودة بالتأكيد، لكن الأمر لم ينته بعد ولن ينتهي قريبا"، مضيفا أن معركة الموصل "كلفت القوات العراقية أكثر من ستة آلاف جريح وأكثر من 1200 قتيل".
على الصعيد الإنساني، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفن دوجاريك أن آلاف المدنيين يفرون من مدينة تلعفر ومحيطها في شمال العراق.
ونقل دوجاريك عن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي قولها إن هناك "عائلات سارت نحو 20 ساعة في حرارة شديدة من أجل مغادرة تلعفر المحرومة من الطعام والماء، وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة حتى الآن".
وأوضح دوجاريك أن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة معها "لا تعلم أعداد الأشخاص الذين لا يزالون في مناطق القتال، لكنها تتوقع أن يفر آلاف آخرون من الناس في الأيام والأسابيع المقبلة".
وأضاف أنه "جرى تسلّم أقل من نصف مبلغ الـ980 مليون دولار المخصص للمساعدات الإنسانية في العراق لهذا العام"، مشيرا إلى أن العاملين الإنسانيين على الأرض لن يتمكنوا من مساعدة السكان في حال لم تتوفر لهم موارد إضافية.