تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن صفقة فريدة بين السلطات السعودية والرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون العملاقة العاملة في مجال الاستثمار المباشر، ستيفن شوارزمان، تمت هندستها خلال العام الماضي، وأخرجت مع زيارة ترامب الأخيرة للمملكة.
وأوضحت الصحيفة أن منزلة "شوارزمان" القريبة من البيت الأبيض وعالم الأعمال ساعدت شركته على إتمام إحدى أكبر صفقات "وول ستريت" هذا العام بعد أن تم اختيارها من قبل السعودية لإدارة صندوق جديد يبلغ رأس ماله 20 مليار دولار.
وأشارت إلى أنه في أيار/ مايو الماضي، وفي أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية أعلنت مجموعة بلاكستون التوصل لاتفاق مع إدارة الصندوق الأكبر في العالم للمشاريع التحتية.
وكشفت الصحيفة عن أن الصندوق الجديد الذي يخطط للاستثمار في مشاريع مثل الجسور والطرق القديمة في الولايات المتحدة بالأساس، سيستفيد من أي خطة فيدرالية بمجال البنية التحتية يمكن أن تنفذ في فترة إدارة ترامب.
يشار إلى أنه في الوقت الذي تستثمر فيه السعودية بمجالات البنية التحتية الأمريكية، تعاني غالبية مدنها من سوء البنية التحتية، حيث إنه في الأعوام الأخيرة عانت مدينة جدة من فيضانات أدت إلى هدم البيوت ودمار في سيارات المدنيين.
وقالت الصحيفة إن "بلاكستون" تدير نحو 370 مليار دولار أمريكي. لكنَّ الشركة تسعى دائما إلى كسب المزيد، وكان قد حان الدور على السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى تطلع المملكة لتنويع اقتصادها بعيدا عن الوقود الأحفوري والنفط، والقيام باستثمارات في مجالات أخرى مثل التكنولوجيا والبنية التحتية.
وبحسب مصدرين مطلعين بالأمر، بدأ صندوق الثروة السيادية السعودي السنة الماضية التماس العطاءات من شركات الاستثمار المتعددة من أجل إدارة صندوق البنية التحتية.
وقال شخصان مطلعان إن بلاكستون ومديري الأصول الأمريكيين الآخرين كانوا من بين هؤلاء الذين أجروا مناقشاتٍ مع المملكة.
وتوجه شوارزمان في أيار/ مايو 2016 للرياض لإجراء محادثات مع الأمير محمد بن سلمان الذ كان وقتها وليا لولي العهد وكان مشرفا على صندوق الثروة السيادية المعروفة باسم صندوق الاستثمارات.
واكتسبت عملية الاختيار زخما بعد شهور عدة وصعود ترامب على سدة الرئاسة وتبيان موقفه من إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في آذار/ مارس الماضي عين السعوديون مستشارا أمريكيا للمساعدة في فحص الشركات الاستثمارية التي تتنافس على صفقة البنية التحتية. وبحلول نيسان/ إبريل، بدا أن "بلاكستون" هي الفائزة بالصفقة، وذلك وفقا لشهادة شخص كان مطلعا عليها.
وكشفت أنه سرع الخط الزمني لإعلان مدير صندوق البنية التحتية فجأة عندما أعلن البيت الأبيض في أوائل أيار/ مايو أنَّ ترامب سيجعل السعودية وجهته الخارجية الأولى كرئيس.
وقال كريستيان كوتس أولريخسن، وهو زميل متخصص في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس الأمريكية: "لقد شعروا بأنه يمكنهم القيام بأعمال تجارية مع إدارة ترامب دون تركيز حقيقي على قضايا شائكة مثل حقوق الإنسان أو مسائل الحكم التي أدَّت إلى تعقيد العلاقات الثنائية مع الإدارات الأخرى في الماضي".
وسارع السعوديون لعقد اجتماع عمل آخر في نفس عطلة نهاية الأسبوع التي ستجرى فيها زيارة ترامب، في الوقت الذي ستكون فيه وسائل الإعلام العالمية مهتمة بالزيارة الخارجية الأولى للرئيس الجديد.
عربي21