قائمة الموقع

الجهود العربية لدفع عملية التسوية تدور في حلقة مُفرغة

2017-08-23T08:54:55+03:00
صورة أرشيفية
غزة-محمد عطا الله

انتهى الاجتماع الثلاثي المصري الأردني الفلسطيني في القاهرة والذي ضم وزراء خارجية الدول الثلاث لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى قبيل زيارة وفد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحريك عملية التسوية، دون جديد فيما يخص النسق العام للمواقف العربية حيال القضية الفلسطينية.

ويبدو أن تلك الجهود العربية التي ختمت بيانها النهائي بالتأكيد على مواقفها السابقة، أرادت من هذا الاجتماع تسجيل أي انجاز كمحاولة عربية لتحريك المياه الراكدة لكسب الرضى الأمريكي ليس إلا.

ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بين الدول الثلاث، حيث عقد الأول يوم 14 مايو/أيار الماضي، وتم التأكيد آنذاك أن حل الدولتين بما يضمنه من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية"، التي تعيش بسلام بجانب "إسرائيل"، يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم.

الآلية الثلاثية العربية للتشاور حول عملية التسوية في الشرق الأوسط دعت المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية "ضمن إطار زمني محدد"، وتحقيق اتفاق يعالج جميع موضوعات الحل النهائي وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة العربية، وهو ما ترفضه "إسرائيل" جملة وتفصيلا.

                                                                                   تحوّل جديد

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن هذا الاجتماع وإن كان لم يحمل أي جديد في الموقف جاء في ظل حالة التخوف من قبل الفلسطينيين والعرب من أن الولايات المتحدة الأمريكية سترسل وفدا جديدا؛ هدفه دعم السياسة الإسرائيلية والتحول عن إمكانية ان تلعب الولايات دورا محايدا وجديا للوصول لعملية سلام مأمولة.

ويوضح عوكل في حديثه لـ"الرسالة نت" أن هناك تقييما قائما على التخوف بسبب التراجعات في الموقف الأمريكي في اتجاه دعم كل السياسية الإسرائيلية، مشددا على ضرورة التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية.

وأضاف أن الفلسطينيين والعرب يحاولون تحصين هذه السياسات والمواقف عشية التحول في المراهنة على الدور الأمريكي بالوصول لأي عملية سلام شاملة.

ولفت إلى أن ما جرى في الرياض أكد لإدارة ترامب أن العرب مستعدون للتطبيع ارتباطا بحل القضية الفلسطينية، إلا أنهم اكتشفوا أن أمريكا تدعم سياسة إسرائيلية تقوم على سلام اقتصادي وسياسي يحصل بموجبه الإسرائيليون على تطبيع عربي دون حل فلسطيني.

                                                                                 جبهة إقليمية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن اجتماع الآلية الثلاثية العربية للتشاور حول عملية التسوية في الشرق الأوسط يأتي في سياق الإصرار العربي على تكوين جبهة اقليمية ضد المقاومة الفلسطينية والالتقاء مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد المدهون لـ"الرسالة نت" أن إدارة ترامب مهتمة جدا في موضوع رص الصف الإقليمي ضد المقاومة، خصوصا بعد الهزيمة الإسرائيلية في الأقصى وما حدث من انكسار وهرولة البعض للتطبيع.

وأشار إلى أن الإدارة الامريكية تدرك أن القيادة الإسرائيلية عقبة كبيرة وتفشل جهود أي توجه للملمة أي عملية التسوية؛ مرجعا ذلك إلى "الرعونة" التي يقودها اليمين الإسرائيلي المتطرف التي تقتل أي توجه للتطبيع واحتواء الحالة العربية أو الإقليمية.

ونوه إلى أن هذا التعنت الإسرائيلي لا يخدم أي محاولة للعمل على استيعابه داخل المنظومة العربية، الأمر الذي يُبقي الأمر إلى ما هي عليه.

وفي نهاية المطاف فإن محاولات إنعاش عملية التسوية في ظل الغطرسة الإسرائيلية وضعف قيادة السلطة الفلسطينية التي لا تمتلك أي أدوات ضاغطة لن يكتب لها النجاح.

اخبار ذات صلة