عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من الأوضاع المتأزمة في اليمن، وقالت إنها تحاور السعودية بهذا الشأن، في وقت تثير فيه غارات التحالف العربي الدامية على مواقع مدنية انتقادات دولية متصاعدة.
وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نكي هيلي أمس الجمعة في تصريحات بمقر المنظمة في نيويورك إن بلادها قلقة بشأن ما يجري في اليمن. وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية تجري "حوارا سلسا" مع السعوديين بشأن ما يقلق واشنطن.
وأضافت هيلي أنها "عقدت اجتماعات مع السعوديين ومع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق جهود الإغاثة الأسبوع الماضي بشأن ميناء الحديدة والمجال الجوي ومحاولة إدخال رافعات إلى الميناء.. نعم نحن قلقون جدا مما يجري في اليمن، ولكن حوارنا مع السعوديين سلس لنتأكد من أنهم يدركون تماما ما الذي يشغل بالنا".
ويأتي تصريح المندوبة الأميركية في ظل تحذيرات أممية متواترة من أن ملايين اليمنيين باتوا على شفا المجاعة، بالإضافة لتزايد الخسائر البشرية بين المدنيين جراء غارات التحالف الذي تقوده السعودية.
وقتل صباح أمس 14 مدنيا -بينهم أطفال ونساء- في فج عطان جنوب صنعاء، كما قتل الأربعاء الماضي أكثر من ثلاثين شخصا في غارة استهدفت فندقا من طابقين بمنطقة أرحب شمال العاصمة اليمنية، وكان من بين القتلى مزارعون، وفق بعض المصادر. وقالت الأمم المتحدة إنها أحصت مقتل 42 مدنيا خلال أسبوع واحد جراء غارات التحالف.
وقد دعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق مستقل في الغارات التي وقعت بمحيط صنعاء، وطالبت أطراف الصراع في اليمن بالاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي.
وقالت ليز تروسيل المتحدثة باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن جميع الحالات التي قتل أو أصيب فيها مدنيون في اليمن لم تحظ بتحذير مسبق من هجمات وشيكة.
وأضافت تروسيل أن على جميع الأطراف -بما فيها التحالف الذي تقوده السعودية- احترام القانون الإنساني الدولي الذي يحظر الهجمات العشوائية.
من جهته، قال كارلوس مورازاني نائب رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن بعد زيارة موقع الغارة التي استهدفت منازل مدنيين في فج عطان إن هذه الخسائر في أرواح المدنيين شائنة وتتناقض مع المبادئ الأساسية لقانون الصراع المسلح. وأضاف أن ما شاهدته بعثة الصليب الأحمر على الأرض أنه لا يوجد هدف عسكري ظاهر.
وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن ما حدث في فج عطان يستوجب التحقيق من قبل التحالف وإعلان نتيجته.
وفي مواجهة المواقف المنددة بالغارات الأخيرة قرب صنعاء أعلن التحالف العربي أنه سيراجع عملياته هناك.
وقال في بيان "ستقوم قيادة التحالف بمراجعة كافة عملياتها في المنطقة المحددة والوقت المحدد وستعلن حالما تنتهي مراجعتها ما تصل إليه من نتائج، وتود القيادة التأكيد على تبنيها قواعد الاشتباك طبقا لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني، والتزامها بواجب حماية المدنيين وتجنيبهم آثار الصراع".
وكان التحالف قال إن مراجعته غارة الأربعاء الماضي على منطقة أرحب أظهرت أن القتلى في الفندق من جماعة الحوثي وليسوا مدنيين، لكن المتحدث باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين وليام سبندلر قال إن الفندق كان يستخدمه عادة عمال زراعيون.