لا تستغرب حينما تطرح شركة جوال شرائح خلوية بثلاثة شواكل وتحتوي على رصيد 13 شيكلًا، في الوقت الذي كانت تباع الشرائح دون رصيد بسعر يفوق العشرة شواكل قبل أسابيع فقط.
شركة "الوطنية موبايل" التي من المتوقع أن تبدأ بتنفيذ خدماتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تعِد الجمهور الفلسطيني في غزة بخدمة جيدة وأسعار منافسة ورخيصة جدًا.
وفي ذلك الوقت، بدأت "جوال" بطرح الحملات وزيادة الدقائق المجانية بشكل كبير جدًا، بعروض لم نسمع بها خلال عقد ونصف من عملها.
وتعتبر "جوال"، وهي شركة الاتصالات الخلوية الرسمية الوحيدة العاملة في سوق القطاع منذ 1998، سوقًا رئيسة لأي شركة اتصالات جديدة، بحكم الكثافة السكانية العالية.
تسابق الشركتين
وشهدت منافسة الشركتين في قطاع غزة، بعض الزخم خلال فترات معينة، وتسابقًا على صفحات الجرائد ولوحات الإعلانات على جوانب الطرقات.
ويرى المختصون أن المنافسة صحيّة لأي سوق خاصة في مناطق غير مستقرة مثل غزة، بسبب تضارب الشركتين وتسابقهما في تقديم العروض للمواطنين.
وبالنظر إلى النتائج المالية للشركتين، فإن "الوطنية موبايل" ستحاول جذب عملاء جدد إليها، لتعديل موازين الربح والخسارة في نهاية السنة المالية.
وتجدر الإشارة إلى أن أرباح شركة جوال طائلة بسبب الفترة الزمنية التي قضتها في فلسطين كشركة احتكارية وحيدة، وكذلك كونها أحد أفراد مجموعة الاتصالات الفلسطينية بالتل وحضارة.
ويفوق سكان قطاع غزة، حاجز المليوني نسمة وفق أرقام الجهاز المركزي لإحصاء الفلسطيني.
وكانت شركة الوطنية قد أنهت تركيب أجهزتها وشبكاتها في أنحاء القطاع، واختيار طواقم العمل وتدريبهم، وتضع لمساتها الأخيرة في الوقت الحالي تمهيدًا للإعلان رسميًا عن عملها خلال أكتوبر/ تشرين أول المقبل، وفق مصدر من الشركة.
إحصائيات الشركتين
وفي الحديث عن أرقام الشركتين، فقد بينت أرقام الإفصاح نصف السنوي 2017، لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، أن عدد مشتركي جوال بلغ 2.946 مليون مشترك.
وبحسب معطيات الإفصاح، فإن عدد مشتركي جوال "الدفع المسبق" بلغ نحو 2.603 مليون مشترك، حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري.
في المقابل، بلغ عدد مشتركي الفاتورة حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري، 343 ألف مشترك.
ونما عدد مشتركي جوال حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع أرقام 2016، بنحو 0.3%، صعودًا من 2.935 مليون مشترك.
وبلغ معدل الإيراد الشهري لكل شريحة، نحو 6.21 دينارًا أردنيًا (نحو 32 شيكلًا)، بنسبة تراجع بلغت 3.9% مقارنة مع نهاية العام الماضي.
أما الوطنية موبايل، فتظهر أرقام صادرة عن الشركة، أفصحت عنها لبورصة فلسطين الشهر الماضي أن عدد مشتركيها في الضفة المحتلة بلغ 786 ألف مشترك حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع 731 ألفًا نهاية النصف الأول من 2016.
وبلغ متوسط الإيرادات المالية للشركة عن كل شريحة مستخدمة نحو 7.6 دولارًا أمريكيًا (28 شيكلًا) شهريًا، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع 8.3 دولارًا (30.7 شيكلًا) شهريًا في النصف الأول 2016.
وقالت الشركة التي تنتظر دخول سوق قطاع غزة، إن إجمالي إيراداتها المالية خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري، بلغت 41.5 مليون دولار أمريكي.
وسجلت الشركة صافي خسائر بعد الضرائب بلغت نحو 1.4 مليون دولار أمريكي خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع ربح صاف بقيمة مليون دولار في النصف الأول 2016.
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي ماهر الطبّاع، أن بدء عمل الوطنية موبايل في غزة سيخفّض أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت على عكس ما يكون هو معمول به بوجود شركة واحدة.
وشدد الطباع، في تصريح صحفي، على أن وجود منافسين "ظاهرة صحية وإيجابية" تُحقق الفائدة الأكبر للمستهلك.
وفيما يتعلق بآثار تشغيل الشركة على الاقتصاد الفلسطيني، أوضح الطباع أن دخول منافس في قطاع حيوي كالاتصالات سيزيد من مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بالدرجة الأولى، وأضاف أنه سيفتح المجال لتوفير فرص عمل جديدة.