لا تزال أزمة قطع الكهرباء تلقي بظلالها السلبية على الأوضاع في قطاع غزة، وفي القلب منها مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية التي تعطلت و أثرت على معالجة المياه العادمة وتكريرها من جانب، وتوقف محطات تحلية المياه من جانب آخر.
عدة مشاريع استراتيجية في البنية التحتية تنتظر ساعة الصفر لتشغيلها عودة الكهرباء، رغم استكمال مراحل متقدمة في انشاءاتها.
صحيفة الرسالة رافقت وزارة الاشغال الى جانب وسائل إعلام أخرى، في زيارة لبعض هذه المشاريع، بدأت بمشروع تكرير المياه العادمة شمال قطاع غزة، والذي تم انجاز حوالي 95 من بناءه، بانتظار امداده بخط تيار كهربائي لبدء تشغيله.
وقال مازن أبو سمرة مدير المشروع الذي تم انشاءه على مساحة مئة دونم تقريبًا :" تم انجاز مراحل مختلفة من المشروع بدءً من برك المياه العادمة مرورًا بمحطات التصفية الأولى والثانية وانتهاءً بمحطات الترشيح، مشيرا الى ان هذا الموقع يستوعب في اليوم 353 ألف كوب يومي، ومن شأنه أن يخدم حوالي 360 ألف نسمة، إضافة الى أن تكلفته الابتدائية تصل لحوالي 106مليون.
وانطلقت الرسالة إلى موقع تكرير المياه في المنطقة الوسطى والذي انشئ بتكلفة مالية قدرها 45 مليون دولار بانتظار استكمال انشاءاته لتصل لحوالي 80 مليون دولار.
ويتوقع أن يبدأ عمل الموقع عام 2019، ليخدم حوالي 900 ألف نسمة، وفق مدير الموقع فريد عاشور الذي تحدث لـ"الرسالة نت".
ويشكل انقطاع التيار الكهربائي تحديا بارزا أمام تشغيل كلا المحطتين، وفق مسؤوليهما.
واتجهت الحافلة التي تقل الصحفيين نحو الموقع الرئيسي لتحلية المياه، والذي يعتبر الاضخم في الأراضي الفلسطينية بكلفة مالية وصلت لـحوالي نصف مليار دولار، كما قال وكيل وزارة الحكم المحلي في غزة زهدي غريز.
ويتكون الموقع من أربعة مراحل أساسية وهي محطة معالجة وخط ضغط أضافة لخطوط انسيابية وخطوط طاقة بديلة تساعد في تشغيل المحطة.
وكانت المرحلة الأولى من الموقع قد تم افتتاحه قبل عدة شهور، ليوفر ما قيمته6000 كوب من المياه المحلاة يوميا عندما تعمل بإنتاجية كاملة، التي ستزود حوالي 75000 مواطن بمياه صالحة للشرب، حوالي 35000 مواطن في خان يونس، و40000 آخرين في رفح في جنوب القطاع.
وحذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة سنة 2012 من أن مخزون المياه الوحيد في غزة سيصبح غير صالح للاستهلاك بنهاية العام، وبأن المخاطر ستصبح غير قابلة للعلاج بحلول سنة 2020.
وكانت المحطة الأخيرة في جولة الصحفيين نحو المكب الرئيسي للنفايات شرق دير البلح وسط قطاع غزة، والذي يعتبر الأكبر القادر على استيعاب نفايات منطقتي خانيونس والوسطى ورفح وبعض أجزاء مدينة غزة.
وتشرع وزارة الحكم المحلي بانشاء محطات لترشيح عصارة النفايات، واستخراج غاز الميثان منه.