قائمة الموقع

الخريطة الهيكلية الجديدة للقدس .. كارثية

2010-07-08T07:50:00+03:00

القدس المحتلة – الرسالة نت

 

صرح الدكتور يوسف جبارين مخطط المدن العالمي والمحاضر في التخنيون في جامعة حيفا ان الخريطة الهيكلية الجديدة التي قدمتها الحكومة عبر البلدية الإسرائيلية في القدس المحتلة تعتبر كارثة للفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة وبشرى سارة للاستيطان والمستوطنين فيها .

 

واوضح جبارين في لقاء نشرته صحيفة الدستور الأردنية  ان الخريطة الجديدة التي تعتبر الأولى منذ العام 1967 قدمتها البلدية والحكومة الاستيطانية من اجل اقامة وتطوير متسارع لـ32 الف وحدة سكنية استيطانية في القدس المحتلة خلال الخمس سنوات المقبلة ، بالاضافة الى خسارة فلسطينية اقتصادية فادحة ودمار للمساحات الخضراء في القدس وذلك بسبب استغلالها لتوسيع الاحياء والمستوطنات اليهودية التي تحيط بالمدينة المقدسة.

 

وقال جبارين "بالمقابل عدم اعطاء الفرصة للفلسطينيين ولتطوير السكن في القدس الشرقية اصحاب البلد الشرعيين ، هناك بعض الاقتراحات لرفع نسبة البناء ولكن لا تفي بالحد الادنى من الاحتياجات السكنية ، كما ان هذه المناطق التي من المقترح زيادة الاسكان فيها ستصبح اكثر فقرا وكثافة واكتظاظا سكانيا بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين الذين يتعرضون لحملة اقتلاع وطرد وتتعرض مدينتهم واراضيهم للسلب والنهب والهويد ليل نهار.

 

واضاف انه مع غياب الحل السياسي ووجود القدس تحت الاحتلال رغم ذلك يبقى هناك حيز يمكن العمل فيه للحفاظ على البيت والكينونة الفلسطينية في القدس ، مشيراً الى ان هذا الهامش الذي يمكن العمل اصبح يتلاشى ويقل يوماً بعد يوم واذا لم يتم تداركه سوف ينتهي هذا الحيز وسوف نبكي على الاطلال القدس قريباً جداً .

 

وشدد جبارين ان هناك امكانية تنظيم مناطق غير منظمة في مدينة القدس المحتلة ، وقال ان هذا الأمر مكلف جدا ويحتاج الى ميزانيات كما يجب ان يكون هناك مؤسسات راعية وهيئات فلسطينية وعربية وإسلامية جدية.

 

وقال د. جبارين انه وفق الدراسة التي عكف على اعدادها فانه من الممكن بناء على المخططات الاسرائيلية المعدة اليوم بناء وتطوير وترخيص 32 الف وحدة استيطانية يهودية في القدس الشرقية العربية الفلسطينية ، هذا يعني ان 120 الف نسمة من اليهود سوف يقطنون في القدس الشرقية خلال خمس سنوات وهذا سيكون على حسم الحيز الجغرافي والديمغرافي في القدس المحتلة الى الابد.

 

واضاف د.جبارين ان %43 من سكان القدس الشرقية هم مستوطنين يهود ، مشيراً الى انه لم يفت الاوان بعد فهناك امكانية لانقاذ بعض ما تبقى من القدس المحتلة وما يمكن انقاذه وخاصة في المناطق والمحاور المركزية كالبلدة القديمة وما يجاورها مثل سلوان والشيخ جراح وهي الاساس.

 

واوضح الخبير الفلسطيني في تخطيط المدن على المستوى العالمي "ان اسرائيل تحاول جاهدة اجراء تغييرات جغرافية وديموغرافية في القدس الشرقية من خلال مخططات منها المخطط الهيكلي العام الذي تم ايداعه ، ومن خلال تخطيطات مفصلية في الاحياء الفلسطينية وفي جوار البلدة القديمة".

 

ومضى جبارين يقول "لقد خسرنا الكثير وخاصة في السنوات الخمس الاخيرة فالخسارة الفلسطينية في القدس الشرقية كانت فادحة وكارثية ومعالمها تكمن في البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان والبستان ووادي حلوة وادي ياصون وكل ما هو محيط بالبلدة القديمة والبلدة العثمانية ومدينة داوود فهي مناطق بجوار المسجد الأقصى المبارك والحرم ، ولكن يمكن انقاذ ما تبقى وهناك امكانية لذلك وهذه الامكانية بحاجة الى عمل جدي وميزانيات واراده سياسية فلسطينية وعربية وإسلامية .

 

وشدد جبارين على ضرورة ان التدخل بقرار سياسي حاسم غير متلعثم وغير متواطئ يجمع كل المؤسسات الاهلية الفلسطينية وكل الشخصيات الوطنية الفلسطينية في القدس ، يجمعها تحت سقف واحد وذلك من اجل الحفاظ على القدس بمقدساتها الاسلامية والمسيحية وتاريخها العربي والاسلامي وللدفاع عن الاسرة الفلسطينية التي تدفع الثمن الاكبر في هذه العملية.

 

وكشف جبارين ان الدراسة التي اجراها من خلال مؤسسة اريج ، ان الفلسطينيين بحاجة الى 5 الاف وحدة سكنية سنويا في القدس الشرقية ، معنى ذلك ان الكثافة الفلسطينية ستزيد في المستقبل القريب والاحياء الفلسطينية ستتحول الى (سلمز) او (جيتو) اي مناطق فقيرة بدون بنية تحتية بالاضافة الى انتقال الكثير من السكان من المدينة الى مناطق اخرى.

اخبار ذات صلة