قائد الطوفان قائد الطوفان

الفلسطيني "العمواسي".. راعي أفاعي!

غزة- إسماعيل الغول

بينما اعتاد الناس على تربية الحيوانات الأليفة في بيوتهم، يخرج الفلسطيني جمال العمواسي (39 عاما) عن العادة، بتربية أفاعي سامة!

في منزله بمدينة رام الله يربّي العمواسي أكثر من 100 نوع من الأفاعي، وهو يقوم بذلك منذ 20 عاما.

يوجد في فلسطين نحو 41 نوعا من الأفاعي، منها تسعة سامة وقاتلة، وثمانية أنواع معتدلة السموم.

بدأت رحلة العمواسي في جبال الضفة منذ صغره، حين كان يذهب لاصطياد الطيور، قبل أن يغامر باصطياد الأفاعي.

يخصص العمواسي غرفا زجاجية محصّنة للأفاعي السامة، فيما يرعى البقيّة في أقفاص، يقضي الكثير من وقته متنقلاً بينها.

بات يُطلق على منزل العمواسي في مدينته اسم "مملكة الأفاعي"؛ لأنه بات محطة لكثير من الزوار.

يقول العمواسي، في اتصال هاتفي مع "الرسالة"، إن أكثر الأماكن التي تنتشر فيها الأفاعي في فلسطين، هي الضفة الغربية؛ بسبب مناخها المناسب لبيئة الأفاعي، ووجود الأغوار.

اضطر جمال لتربية الدجاج والأرانب في منزله؛ لتوفير طعام الأفاعي، وقبل ذلك كان يواجه صعوبة في توفير غذائها.

ومن بين الأفاعي التي يرعاها، "أفعى الأصلة" وهي فصيلة من الثعابين المنتشرة في أمريكا اللاتينية، ويصل طولها إلى خمسة أمتار!

ويحرص العمواسي على نشر كل ما يخص الأفاعي في فلسطين عبر حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي، ويواظب على الإجابة عن أي استفسارات للناس.

وإلى جانب رعايته الأفاعي، يعمل العمواسي "رجل طوارئ" في مدينته والمدن المجاورة، في المساعدة وتقديم الخدمات لأي مواطن يتعرّض للدغة أفعى، كما يبادر إلى تقديم النجدة للمواطنين الذين يشتكون من وجود أفاعي تتسلل إلى منازلهم ومزارعهم.

ويقوم العمواسي، في هذه الحالات، بتحديد نوع الأفعى قبل تشخيص المصل المضاد لسمّها. وعادة ما يتلقى الكثير من الاتصالات في فصل الصيف على وجه الخصوص.

وبعد أن يُحدد العمواسي نوع الأفعى يحدد فوراً طريقة إمساكها، ويقول: "الأفاعي غير السامة في العادة يمكن اللحاق بها وإمساكها من أي جزء من جسدها، أما السامة فتحتاج إلى جهد مضاعف بسبب خطورتها، فهي سريعة اللدغ وسمها قاتل".

ويقول العمواسي إنه أنقذ منذ بداية شهر مارس الماضي نحو 30 مصابا بلدغة أفعى، بمعدل 5 حالات شهريا، مضيفا أن كل مصاب يحتاج من 15 إلى 20 إبرة من المصل المضاد لسم الأفاعي.

ويشير إلى أن ثمن كل إبرة يبلغ خمسة آلاف شيكل، وأنه يتم شراؤها من (إسرائيل) عبر وزارة الصحة.

ويشتكي من عدم وجود جهود رسمية منذ عشر سنوات؛ لمنع انتشار الأفاعي السامة في فلسطين.

ويوضح العمواسي أنه بادر بإنشاء صفحة خاصة به على موقع التواصل فيسبوك، ونشر رقم هاتفه؛ لتقديم المساعدة المجانية للمواطنين.

ويلفت إلى أنه يملك قناة عبر اليوتيوب مختصة في نشر كل ما يخص الأفاعي فلسطين، ويقول إنها مصنّفة ضمن أفضل 500 قناة في مجال عالم الحيوان.

ويضيف العمواسي بأنه لا يتأثر من لدغات الأفاعي والعقارب "وهذا ما يساعدني في إمساك الأفاعي بكل أنواعها سامة أو غير سامة"، كما قال.

ويؤكد أنه لم يتلق أي دعم من أي جهة، وأنه رعايته للأفاعي تتم بمجهوده وعبر نفقته الخاصة؛ "لكنه مقتنع بضرورة تقديم الفائدة للناس".

البث المباشر