مع اقتراب بزوغ فجر يوم النحر، يكدر الحصار "الإسرائيلي" الذي ضرب رأس القطاع الاقتصادي في قطاع غزة، فرحة المواطنين الذين لطالما اعتادوا على ممارسة طقوس عيد الأضحى المبارك بحالة من الفرح.
قبل أن يبلغ " الْهَدْيُ مَحِلَّهُ" بسويعات قليلة، شهد سوق بيع الأضاحي في قطاع غزة تحسناً ملحوظاً بعد أن انتابه تذبذب ملحوظ في المبيعات طيلة الأسابيع الماضية، بينما استمر وحش الكساد بنهش جسد سوق الملابس الذي تكبد خسائر فادحة.
يخبر تاجر الملابس محمود الخطيب مراسل الرسالة نت، أن مبيعاته انحدرت لما يزيد عن 80% بالمقارنة مع العام الماضي، بعد أن خيم على سوق جباليا الذي يعمل به حالة من الكآبة تسببها قلة الزبائن المشترين.
ويفصل الخطيب الأزمة التي يمر بها، بعد أن قام بشراء ملابس صيفية بكميات معتدلة ليبيعها للزبائن، وتفاجأ بأنه لم ينفذ شيء منها حتى صبيحة ظهر يوم عرفة، ما يكبده خسائر مالية عالية نتيجة قرب انتهاء موسم الصيف وحاجته إلى السيولة المالية التي حجبتها قلة المبيعات، من أجل شراء ملابس موسم الشتاء.
يؤكد لنا تاجر الملابس، أن حالته تنطبق على معظم تجار الملابس الذين يعيشون مأزق كساد السوق، متأملاً أن تشهد ساعات الليل الأخيرة تحسناً كبيراً -وصفه بالمعجزة-، ليتفادى خسائر مالية تحيله إلى إغلاق مصدر رزقه.
وأثناء التجوال في سوق الشيخ رضوان، كشف عدداً من المواطنين أنهم اضطروا إلى الامتناع والتقليص في شراء الملابس نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
أم محمد عاشور، قالت للرسالة نت " لم أشتر إلا الملابس الضرورية لأطفالي الثلاثة، -وضربت عصفورين بحجر-من أجل التوفير، بحيث جمعت لهم ملابس العيد والمدرسة، بلبسة واحدة حتى أتجاوز العقبة المالية التي تلتهم أسرتنا الصغيرة".
ولا تجد صاحبة الأربعين عاماً حرجاً، بإخبارنا بأن إجراءات عباس التي أحالت زوجها إلى التقاعد، جعلت راتبه الشهري غير كافٍ لسد رمقهم من الحاجات الأساسية، متمنياً أن يرفع يده الثقيلة عن قوت أبناءها.
سوق الأضحية يتحسن
على الحدود الشرقية من قطاع غزة، تقبع مزرعة أبو محمد أبو زور الذي قال للرسالة نت، إن الساعات الأخيرة شهدت تحسناً ملحوظاً في بيع المواشي خصوصاً بيع الخراف، ما تسبب برفع ثمنها قليلاً.
ويضيف أبو زور أنه خلال الثلاثة أسابيع الماضية كانت أسواق المواشي، يجتاحها الكساد، إلا أن نظام التقسيط، وصرف رواتب الموظفين، وإعادة الجمعيات الخيرية شراء كميات كبيرة رؤوس المواشي خلال اليومين الماضيين بث في السوق الحياة من جديد.
ويكشف التاجر، أن خراف العساف تقريباً بدأت بالنفاذ، ما جعل سعرها يرتفع من 4.5 إلى 6 دنانير، بينما ارتفعت الأنواع الأخرى نصف دينار للكيلو الواحد، في الأثناء تشهد أسعار العجول استقراراً مع ارتفاع طفيف، نتيجة عدم تحرك سوقها بشكلٍ مؤثر.
ورغم التحسن الأخير، إلا أن كمية الشراء أقل من الأعوام الماضية بكثير، جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنين بقطاع غزة-بحسب التاجر.
وعن تفاصيل النحر، قال أبو زور، أن معظم المواطنين يفضلون الذبح في اليوم الأول بعد الصلاة مباشرة، ما يجعله من أصعب الأيام التي تمر بها مسالخ قطاع غزة، نتيجة تكدس المواطنين على ذبائحهم، مطالباً إياهم بالتحلي بالصبر وعدم الاستعجال في الحصول على حصصهم، لتأخذ كل ذبيحة حقها المناسب بالذبح والتوزيع.
ووجه أبو زور نصائح للمواطنين المشتركين في الأضاحي، من أجل الحفاظ على اللحوم ومنع فسادها نتيجة تقليص ساعات وصل الكهرباء، وقال عليهم أن يخرجوا اللحمة من النايلون فور وصلوها للمنزل، ويقوموا بفردها وتبريدها، ومن ثم تقطيعها وجرمها من الدهون التي تسرع في أكسدتها وتلفها.