تتزين طبخة "السماقية" التي يشتهر بها سكان قطاع غزة وتتربع على موائدهم في الأعياد وخاصة عيد الأضحى، إذ لا تزال حاضرة على هذه الموائد رغم وجود الأضاحي.
"السماقية" برفقة سمك "الفسيخ" عادات ترتبط معًا في موائد الغزيين، وتعدّ أحد التقاليد المعروفة والمتبعة في كل الأعياد والمناسبات.
في غزة وبفعل الاقبال الضعيف على الاضاحي نتيجة الظرف السياسي والاقتصادي التي تمر بها، تعود هذه الوجبة إلى الصدارة مرة أخرى.
وقد ساعدت الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ربة البيت على التميز في إعداد أنواع من الأكلات الشعبية ببراعة تامة، وتكاد كل مدينة فلسطينية تشتهر بنوع معين من الأكلات؛ فتشتهر غزة بطبخة القدرة والسماقية والمفتول والمقلوبة.
"السماقية" هكذا يطلقون عليها في غزة، أكلة شعبية متميزة تشتهر بها معظم المدن الفلسطينية وخاصة مدينة غزة. يتم إعداد طبخة السماقية في معظم المناسبات السعيدة أو الحزينة في المآتم والأفراح والأعياد.
و يتم تقديمها من قبل أهل العريس في الليالي التي تسبق حفل الزفاف مثلما تقدم خلال الأيام الثلاثة للعزاء، وأيضا يتم إعدادها في اليوم الأخير من رمضان وفي أيام عيد الفطر؛ لأنها كما يقولون خفيفة على المعدة وسهلة الهضم وتساعد على فتح الشهية، ناهيك عن أنها تحتوي على كافة العناصر الغذائية المفيدة للجسم.
وغالبا ما يجتمع عدد من النسوة مع بعضهن في أحد البيوت التي تنوي إعداد طبخة السماقية لمناسبة ما، ويوزعن فيما بينهن المهمات حتى يتم الانتهاء من الطبخة ووضعها في الأطباق.
وتتكون من نبات "السبانخ" و ماء "السماق" إضافة لمركبات أخرى يمكن توافرها بسهولة لدى المواطنين الذين اتعبهم الحصار.
ويقول خبراء التغذية: إن السماقية أكلة بسيطة في مركباتها لكنها عظيمة في فائدتها ومذاقها، كما أن طبق السماقية يعد من أكثر أنواع الطبخات صمودًا في كافة الظروف الجوية، وقد يصمد أسبوعًا دون حفظه في المبردات.
أما طريقة صنعها فتقدمها لنا عبير بعلوشة التي أوضحت أن مقاديرها تتمثل في : "أوقية سماق حب- نصف كيلو بصل – نصف كيلو لحم بقري مقطع قطعا صغيرة –نصف كيلو سلق –رأس ثوم –فلفل حار -50 جراماً عين جرادة -200 جرام دقيق –علبة طحينة حمراء –زيت زيتون –ملح".
وتشرح بعلوشة طريقة صنع السماقية التي تبدأ بتقطيع السلق وغسله ووضعه جانبا ، ثم تنظيف السماق من الشوائب ووضعه مع قليل من الماء على النار مع رشة ملح .
وتضيف عبير :"نتركه حتى يغلي ثم نصفيه، ونعصر الماء حتى ينتهي طعم الحمض منه ، يوضع بعدها جانبا ، ثم يتم تقطيع البصل قطعا صغيرة "، مردفة بالقول :"في طنجرة كبيرة ، نحمّي قليلا من الزيت ثم نقلب قطع اللحم مع البصل ، حتى تحمر، ثم نضع السلق مع كوب من الماء وقليل من الملح ".
وأثناء وجود السلق على النار، نقوم بدق الثوم والفلفل وعين الجرادة في زبدية مع قليل من الملح ، ثم نضيفها إليه ، نذيب الدقيق في السماق المصفى، بعد أن تنضج المقادير السابقة ، ثم يوضع السماق مع التقليب المستمر حتى لا يلتصق الدقيق".
وزادت قائلة :"نستمر بالتقليب حتى تغلي وتتجمد ونتذوق الطعم من حيث الملوحة والحموضة ثم نضع علبة الطحينية الحمراء ، وننزل الطنجرة عن النار ثم نسكبها في الأطباق".