أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء ارتفاع عدد الروهينغا الفارين من ميانمار باتجاه بنغلاديش إلى 146 ألفا منذ أغسطس/آب الماضي، وتوقعت أن يرتفع العدد إلى 300 ألف، وقالت بنغلاديش إن ميانمار تزرع منذ ثلاثة أيام ألغاما أرضية عند حدودها مع بنغلاديش، وذكرت حكومة ميانمار أنها تبحث إعلان بلدات شمال ولاية أراكان منطقة عسكرية وفرض حظر التجول فيها.
وقال مراسل الجزيرة بجاكرتا صهيب جاسم إن عدد لاجئي الروهينغا من إقليم أراكان شمالي ميانمار إلى بنغلاديش ارتفع من بضعة آلاف قبل أسبوعين إلى 146 ألف حاليا، وقد أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس نداء استغاثة لمساعدة نحو 300 ألف من الروهينغا نزحوا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف مراسل الجزيرة أن المأساة الحالية للروهينغا هي أكبر مما وقع لهم في عام 2012.
واندلعت الأحداث الجارية في 25 من الشهر الماضي عقب هجمات شنها "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" على مراكز حدودية أدت إلى مقتل 12 من عناصر الأمن في ميانمار، وأسفرت الحملة حتى الآن عن تهجير ما يقرب من 150 ألفا من المسلمين نحو بنغلاديش.
وتذرعت حكومة ميانمار بهذه الهجمات -التي وصفتها بالإرهابية- لتشن واحدة من أعنف حملات القمع منذ 2012 على أقلية الروهينغا، وتواترت شهادات وتقارير عن أعمال قتل واغتصاب وحرق لعشرات القرى نفذتها قوات الجيش والأمن، في حين أفاد إحصاء حكومي بمقتل 400 شخص جلهم من مسلحي جيش إنقاذ الروهينغا.
وأكدت الأمم المتحدة أن اللاجئين الروهينغا بحاجة عاجلة للغذاء والمأوى واتهمت سلطات ميانمار بالتقاعس عن حماية مسلمي الروهينغا.
ودعا المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية ليونارد دويل منظمات الإغاثة إلى الإسراع في تقديم العون للروهينغا، وأضاف دويل أن حالة هؤلاء في المخيمات المؤقتة مزرية حيث يفتقرون إلى أساسيات العيش، وأشار إلى أن بعضهم يعيش في العراء وبعضهم في مناطق عسكرية مغلقة في منطقة بندربان حيث لا يمكن لمنظمات الإغاثة الوصول إليهم.
في المقابل، قالت حكومة ميانمار إن مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي تبحث مع أعضاء الحكومة وقادة الجيش رفع مستوى الإجراءات الأمنية من أجل حماية المدنيين، وذلك بإعلان بلدات شمال ولاية أراكان منطقة عمليات عسكرية وفرض حظر التجول فيها.
واتهمت ميانمار المسلحين الروهينغا بأنهم هم الذين أحرقوا القرى في شمال أراكان، وقالت إن أكثر من 6800 منزل قد أُحرقت في بلدة منغدو وريفها، إضافة لحرق مئات المحال التجارية في نحو 60 قرية. ولم يشر البيان إلى حجم الأضرار في البلدات الأخرى في شمال الولاية.
وأعلنت ميانمار اليوم الأربعاء أنها تتفاوض مع روسيا والصين كي تضمن تحركهما لعرقلة أي إدانة من مجلس الأمن لأعمال العنف التي أجبرت حوالي عشرات آلاف من الروهينغا على النزوح الجماعي إلى بنغلاديش.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إن بلاده تواصل جهودها على كافة الأصعدة لحل الأزمة الإنسانية التي يعيشها مسلمو الروهينغا بأراكان. وأضاف أردوغان في اجتماع لقيادات حزب العدالة والتنمية بأنقرة أن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو سيزور بنغلاديش للاطلاع على أوضاع لاجئي الروهينغا.
وأضاف أردوغان أنه بعد اتصال أجراه مع أونغ سان سو تشي فتحت الأبواب أمام وكالة التعاون والتنمية التركية لإرسال 1000 طن من المساعدات الغذائية للاجئين والمحتاجين من مسلمي الروهينغا.