قائد الطوفان قائد الطوفان

يعاني من الأمراض المزمنة

الحاج عيد يتذوق الفقر في خرابة لا تصلح للعيش الآدمي

شمال غزة-كمال عليان

 

لم يهنأ الحاج الخمسيني عيد أبو جراد من منطقة السيفا شمال غزة بشبابه، ولم يعرف طعما للسعادة منذ أكثر من أحد عشر عاما، فمنذ أن تفتح شبابه على حياة كان يعتقد أنها ملأى بالهناء والسعادة، هاجمته الأمراض المختلفة التي أودت بآماله في تحقيق أحلامه كشاب في مقتبل العمر.

 

عيد الذي لا يعمل يسكن في بيت لا تكاد تفرقه عن مكان الأغنام المجاور له، فهو يتكون من عدة أخشاب وفوقها بعض القش والنايلون الممزق، ويفتقر من الحاجيات الأساسية للعيش علاوة على عدم وصول الكهرباء والماء إليه.

 

وعند دخول "الرسالة نت" الكوخ وجدت مثالا واضحا للحياة في العصر الحجري فبين زواياه يعشعش الفقر بكل ما تعني الكلمة، وتفوح رائحته من كل مكان، حيث تسكن معه حاجيات المطبخ البسيطة، وبعض الأثاث المتداعي عليه أصلا.

 

ويقول الحاج عيد :" أسكن على هذه الأرض الحكومية منذ زمن طويل، وهو عبارة عن "خص" صنعته من القش والخشب والنايلون في الشتاء"، موضحا أن لديه من الأبناء ثمانية جميعهم ينامون في هذه الغرفة.

 

عيد الذي بدأت معاناته منذ أكثر من أحد عشر عاما، حيث استولى عليه شبح الفقر بالإضافة إلى الأمراض المزمنة يؤكد أن الحياة باتت صعبة جدا بعد الانتفاضة، لاسيما وهو يعيش في أقصى شمال القطاع، ولا يبعد عن الحدود كثيرا.

 

ويتابع أبو جراد :" كل يوم أسمع أصوات الدبابات وطلقات النار"،مبينا أن اليهود جرفوا  الأرض المجاورة له التي كان يعتني بها ويأكل من ثمارها.

 

الحاج أبو جراد شأنه شأن كل مواطن فلسطيني، رغم الفقر المدقع به إلا أنه يحلم بأن يكون له بيت وعيش كريم كما باقي الناس، ويضيف :" أتمنى أن نتخلص من قسوة الفقر، وأن نعيش في بيت مثل باقي الناس". داعيا أهل الخير للتبرع لهم لكي يتمكنوا من شراء بيت جيد لهم.

 

أبو جراد صورة لمواطن فلسطيني يعيش الألم والفقر، آملا بأن يتحرك ضمير أهل الخير والمؤسسات لينقذوه من عذاباته وفقره، متمنيا من خلال "الرسالة نت" وجود متبرع له، يعينه على الاستمرار في إعالة أسرته، وأن تمتد أيادي العطاء والخير والإحسان لمساعدته في ظل ظروفه المعيشية القاسية.

البث المباشر