قائد الطوفان قائد الطوفان

برشلونة.. بين انتفاضة بينيديتو ومفاجآت بارتوميو

بارتوميو
بارتوميو

الرسالة نت - وكالات

"كم هي محظوظة جماهير برشلونة بهذا الفريق الرائع، لقد فازوا بكل شيء ممكن خلال السنوات الأخيرة، لكنهم لم يتوقفوا أبدا عن الوصول إلى منصات التتويج، يا له من فريق جائع لا يهاب أحدا, من جوسيب غوارديولا وتكتيكه إلى لويس إنريكي ونجومه، يبدو أنها حقا حقبة البلوغرانا".

هكذا كانت كلمات المعلق الشهير روي هودسون، عند تحقيق "البرشا" خمس بطولات دفعة واحدة في 2015، ليتوقع الجميع من جماهير ووسائل إعلام استمرار السيطرة حتى إشعار آخر، لكن هذا لم يحدث فيما بعد، لدرجة أن "كامب نو" صار على صفيح ساخن في الوقت الجاري، بعد أقل من عامين على هذا الإطراء المستحق من كبير المعلقين في أوروبا.

حملة للإطاحة

أوغستي بينيديتو، أشهر رجل في "كتالونيا" خلال الفترة الحالية، ربما أشهر من ليونيل ميسي ولويس سواريز وحتى الراحل نيما ردا سيلفا، بعدما أطلق حملة "حجب الثقة", التي حصدت صدى واسعا في إسبانيا والعالم أجمع.

ودعا رجل الأعمال الذي درس في أمريكا إلى عملية تصويت، من أجل الإطاحة بالمجلس الحالي كاملا بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو ومساعديه، لفشل فريق الكرة في تحقيق شيء كبير بالموسم الماضي، ونتيجة لحالة الخلل التي سيطرت على جنبات النادي بـ"الميركاتو"، ليفقد "البرشا" أحد أبرز نجومه، البرازيلي نيمار المنتقل إلى باريس سان جيرمان، مع خطوات متتالية من عدم الاتزان المرتبط بالإخفاق، لتنتهي فترة التعاقدات دون ضم فيليب كوتينيو.

خطوات الانتفاضة

تعتبر عملية حجب الثقة غير جديدة في الأوساط "الكتالونية" والإسبانية، لأنها من ضمن لائحة أي ناد خاضع لقوانين الرياضة في البلاد، وتحتاج إلى عدة خطوات، انتشرت عبر "تويتر" من خلال الحساب الرسمي لبينيديتو، وترجمها أكثر من شخص إلى العربية.

ووضع بينيديتو عدة نقاط تبدأ بتقديم طلب رسمي إلى الإدارة، وهذا ما فعله لتردّ عليه الإدارة بعد ذلك بالموافقة، وتؤكد بأنه يحتاج إلى نسبة 15% من إجمالي الأصوات التي لها حق الانتخاب، والبالغ عددها 110648 صوتا، أي أن الحملة تحتاج في البداية إلى ما يقارب 16 ألف صوت، من أجل عبور المهمة الأولى.

ويبدو أن هذا الرقم متاح وسهل الوصول إليه، لكن هناك بوادر خلاف بين بينيديتو والإدارة في هذا الشق، بسبب الفترة المتاحة والمقدرة بـ"14 يوما"، لكن في النهاية يجب أن يسلم العضو كافة التوقيعات يوم 2 أكتوبر المقبل.

وفي حالة نجاحه المتوقع، ستأتي المهمة الثانية الصعبة، وهي القيام بتصويت جديد مع عنوان صريح، "نعم، أؤيد سحب الثقة من هذه الإدارة"، ويجب الحصول على نسبة 66% من إجمالي المشاركين في التصويت, وليس من أعضاء النادي ككل كما أشارت بعض وسائل الإعلام العربية"، بشرط ألا تقل النسبة عن 10% من مجمل أعضاء النادي، حتى يتم تفعيل هذه العبارة وتُجبر الإدارة بالكامل على تقديم الاستقالة، والدعوة بعدها إلى انتخابات جديدة تنص على ترشيح مجلس جديد تماما.

لا مانع من المفاجآت

وضع ساندرو روسيل الرئيس السابق وبارتوميو قيودا صعبة على عضوية نادي برشلونة بعد قدوم الثنائي، وزادت الأمور تعقيدا في الآونة الأخيرة، وعملت الإدارة الحالية على هذه الفكرة حتى تضمن ولاء مجموعة الأعضاء، وتحمي نفسها من إمكانية تمديد القاعدة لتضم الأجانب من مختلف الجنسيات، ما يجعل أمر إسقاطها سهلا فيما بعد، لدرجة أن بارتوميو تحدث بأن حملات الهجوم على الإدارة تأتي من خارج "كتالونيا"، في دلالة واضحة على تفريغ الأمور الرياضية من مضمونها الطبيعي، وتحويل الصراع إلى عاملي الجنسية واللغة.

ومع التأكيد على صعوبة حجب الثقة في الفترة الحالية، إلا أن الأمر لا يخلو من المفاجآت الواردة، فميسي وأندريس إنييستا لم يجددا عقدهما بعد، لأن الأول على وجه الخصوص لا يثق بعمل الإدارة, بعد فشل "الميركاتو" الصيفي ورحيل زميله نيمار، لذلك يرغب في ضمانات أولا قبل تفعيل العقد.

ويعتبر هذا الكلام متطابقا بشدة مع الوضع الحالي، فالإدارة خرجت منذ فترة لتؤكد أن ميسي وقّع، لكن المصادر المقربة من اللاعب نفت الخبر، ليخرج أحد أعضاء المجلس منذ أيام ويعترف بأن "البرغوث" لم يوقع فعلا على العقد الجديد حتى هذه اللحظة, وربما لن يتوقف الشك عند هذا الحد، فأسطورة النادي تشافي هيرنانديز خرج عن صمته بالأيام الماضية، ليهاجم إدارة بارتوميو ويعترف بأنها قللت كثيرا من قوة أكاديمية "لا ماسيا"، مع تفريطها الغريب في عديد النجوم والمواهب الشابة، وتشير التوقعات إلى أن الانتقادات ستصبح أكثر حدة في الأيام القليلة المقبلة، لذلك فإن كل شيء وارد خلال الشهرين المقبلين، فقط علينا انتظار فوهة بركان الغضب.

البث المباشر