قائد الطوفان قائد الطوفان

"الفيمس الصح"... من يستحق اللقب؟!

غزة-ياسمين عنبر

"إذا لم تحاول أن تفعل شيئًا أبعد مما قد أتقنته، فأنت لن تتقدم أبدًا" بهذه الكلمات بدأت "عفانة" حديتها مع "الرسالة"، بعد أن خطر لها فكرة تجميع الموهوبين العرب الحقيقيين في مكان واحد، حين لاحظت أن هناك مواهب عربية كثيرة مدفونة، لم يلتفت إليها أحد.

لم تكن المواهب العربية المهمشة هي الدافع الأوحد للشابة "إيمان عفانة" والشاب "قصي المغايرة" للتفكير في خطوة تنمي المواهب العربية وتنهض بها، لكنهما لاحظا أن المواهب "الخطأ" والتي لا تستحق الشهرة، تسيطر على عقول الناس وتظهر بشكل جلي، ما حفزهما لمحاولة إبراز الموهبين الحقيقيين عبر السوشال ميديا.

بتجولها على مواقع التواصل الاجتماعي في صفحات أصدقائها، رأت "عفانة" أن هناك بعضًا منهم يمتلك مواهب لا يعلم عنها أحد شيئًا، فأحبت أن تلفت إليها الأنظار وتكون سندًا لأصحاب تلك المواهب.

"الفيمس الصح" أول صفحة متخصصة باحتضان المواهب العربية على مواقع التواصل الاجتماعي أنشأتها "إيمان" و"قصي" جعلت الموهوبين العرب يتوافدون بالطلب منهما لمساعدتهم في نشر مواهبهم، وإبرازها.

لم يكن اختيار اسم "الفيمس الصح" أي المشهور الصح اعتباطًا، بل رأته "عفانة" هو التعبير الأقرب لجيل الشباب الجديد، والذي يمكنهم تداوله بسهولة ويُعبر أكثر عن هدف الصفحة، وقد تم اختياره بعد استشارة كثير من الأصدقاء.

على شكل هاشتاج #الفيمس_الصح بدأت الفكرة، ليتفاجآ من انتشارها خلال ثلاث ساعات على الفيس بوك ثم تويتر، فارتأيا أن ينشئا صفحة خاصة بالمبادرة للحفاظ على خصوصية النشر، ومنع المواهب التي تفكر في التسلق على سلم النجاح عبر هذا الهاشتاج.

المشهور الصح

تنتقل "عفانة" بين صفحات السوشيال ميديا وهي تبتسم فرحة، وتأخذ "الرسالة" في جولة بين مواهب "الفيمس الصح" وراحت تحكي عن كل شخص موهوب وجد ضالته عبر مبادرتهما، وعن شعور الأشخاص الذين انضموا إلى هذه العائلة وسعادتهم لإظهار مواهبهم على نطاق واسع.

بغض النظر عن نوع الموهبة فإنهما يحرصان أن ينشراها على "الفيمس الصح" فور وصولها، يحكي قصي لـ"الرسالة": "نصب اهتماماتنا على الرسم والعزف والغناء والمسرح والتمثيل والمكياج السينمائي والتصوير والأشغال اليدوية".

بسعادة كبيرة تحكي "عفانة" وهي تتجول بين المواهب المختلفة، فلاحظت "الرسالة" أن الأعمار متنوعة وغير محدودة، بعمر معين، فأصغر موهبة وصلتهما كانت بعمر 14 عامًا، وأكبرها 27 عامًا، "نحن نهتم بالمحتوى بعيدًا عن العمر".

الفرح الكبير الذي كانت "إيمان" تلاحظه برفقة "قصي" في نفوس الأشخاص الذين يحاولان الأخذ بأيديهم نحو بداية الطريق والنجاح، كانا يتخذانه في البداية كأبرز إنجاز لهما، ثم سرعان ما تطورت الأمور ليبدأ أشخاص بإرسال طلبات عمل وطلبات رسم وتصوير، ويقومان بدورهما بنشر الإعلان، ما جعل هذه المبادرة وسيلة لكسب مادي للمبدعين.

بشكل لافت منذ الإعلان عن هذه المبادرة، توافدت المشاركات من دول كثيرة مختلفة، من فلسطين بجميع مدنها وقراها، والأردن، وسوريا، ولبنان، ومصر، والمغرب، والجزائر، والسودان، تحكي "إيمان" وعلامات البهجة بادية على وجهها "ومازالت المواهب تتوافد بشكل ملفت من بلدان جديدة أخرى".

صعوبات وطموحات

لم يكن لـ "إيمان" و"قصي" كما يوضحان لـ"الرسالة" أي غايات شخصية، فتضحك "إيمان" حين تقول" هناك أشخاص لا يعرفون أسماءنا"، فكل ما يتأملاه أن تشق الصفحة طريقها إلى الوطن العربي بأكمله، وأن يجدا لأنفسهما أثرًا يلمسانه من هذه المبادرة.

تروي "إيمان" عن الصعوبة التي واجهتها عند إعلانها عن هذا المبادرة، وكيف استطاعت تجاوزها بمبادرة أخرى، حيث أكثر ما كان يصلهما على الصفحة من المشاركين لديهم موهبة الكتابة الأدبية، من شعر وقصص وروايات ونصوص.

بمشاعر الفخر تتحدث عن مبادرة "بلاد كتاب الشام" والتي كانت تهدف إلى إنتاج كتاب يجمع (100) كاتب وكاتبة من بلاد الشام وتجميعهم تحت غلافٍ واحد.

كما الموهوبين الذين يطمحون بأن يصبحوا أكثر شهرة وتأثيرًا، يطمح الشابان أن تصبح "الفيمس الصح" بوابة الموهوبين، والعنوان الأول الذي يلجأ إليه كثيرون ممن يحتاجون أن يتعرفوا على المواهب العربية.

البث المباشر