قائد الطوفان قائد الطوفان

ذوو الأسرى يأملون انجاز الصفقة

الرسالة نت - رائد أبو جراد

بكلتا يديها الصغيرتين أمسكت الطفلة نور سبعة سنوات صورة والدها الذي رأت نور الدنيا قبل أن تراه بسبب معاناته المستمر في زنازين الكيان الصهيوني المظلمة للعام السادس على التوالي.

ويعاني ذوو الأسرى الفلسطينيين منذ أربع أعوام من عدم مشاهدة أبناءهم في سجون الاحتلال بسبب التعنت الصهيوني، فيما تحاول بعض وسائل الإعلام اختزال قضية 11 ألف أسير فلسطيني تتراوح أحكامهم بين السجن مدى الحياة والمؤبد وغيرها- في أسير إسرائيلي واحد.

فرحة ناقصة

قصة الطفلة "نور" لم تختلف كثيراً عن معاناة نظيرها علي في العقد الأول من عمره والذي قدم للاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر بغزة مع والدته وأمسك بصورتي خاله وأحد أعمامه وهم أسيرين منذ 15 عاماً، متمنياً أن يرى أقاربه مفرج عنهم من السجون الصهيونية.

أما الأربعينية أم أحمد وهي والدة أسيرين يقبعان بالسجن منذ أربعة أعوام دون أن تراهما بسبب قرار الاحتلال منع أهالي غزة من زيارة أبنائهم، مما زاد من كاهل معاناتها، وجعلها تنتظر إطلاق سراح ولديها بألم وصبر امتزجت معه معاني الأمل والفرج القريب.

يشار إلى أن الوساطة الألمانية قد أخفقت في إحراز أي تقدم في ملف صفقة التبادل، والتي تشترط فيها حركة حماس الإفراج عن ألف أسير فلسطيني، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" المحتجز لديها منذ الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران 2006.

وطالبت والدة الأسيرين فصائل المقاومة بالتمسك بشروطها للإفراج عن الجندي الصهيوني قائلاً: شاليط واحد وليس بأفضل من 8 آلاف من أبناءنا القابعين خلف قضبان الظلم الصهيونية ونرفض طلب الاحتلال من الصليب الأحمر التمكن من زيارة  " جلعاد" لمنعنا من زيارة أبناءنا منذ سنوات".

وتقول أم أحمد لـ"الرسالة نت" خلال مشاركتها في الاعتصام الأسبوعي الذي ينظمه أهالي الأسرى:"ما زال هناك أمل كبير لأرى أبنائي رغم أنني ممنوعة من زيارتهم كباقي ذوي الأسرى منذ 4 أعوام وان شاء الله تتم الصفقة ويخرج جميع المعتقلين في السجون وتكون فرحة وطنية لم تحدث من قبل".

فيما أبدى أبو رامي البابا والد أسيرين اعتقلهما الاحتلال من منزلهما بشمال القطاع خلال حرب الفرقان ، مشيراً بيديه لصورة جمعت "محمد وأحمد" ونظراته المتأملة لحظة الإفراج عنهما لمشاهدتهما ابنيه في منزله الصغير لتعود الفرحة ترتسم على وجه العائلة المكلومة.

وطالب البابا آسري شاليط بالإصرار والثبات على مواقفهم حتى يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين القدامى والمرضى والأطفال والنساء.

أمل بالفرج

وتابع والد الأسيرين: الاحتلال لا يعرف سوى لغة القوة ونحن على أمل أن تتم الصفقة، داعياً أهالي الأسرى لتنظيم فعاليات ومسيرات للتضامن مع أبنائهم في السجون مشابهة لتلك التي ينفذها الصهاينة في شوارع الكيان تضامناً مع "شاليط".

وأضاف البابا (55عاماً) : العالم ظالم يكيل بمكيالين وهو يقارن قضية "شاليط" بملف آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

من جانبها، قالت جمعية واعد للأسرى والمحررين: إذا كان مضى على أسر "شاليط" أربع سنوات، فنذكر هذا العالم أن الأسير نائل أمضي أكثر 33 عاما في السجون الصهيونية قبل عدة أسابيع .

وقال عبد الله قنديل الناطق باسم الجمعية لـ"الرسالة نت" :"ما يطمننا كثيرا أن المقاومة باتت تعرف طريقها  ودورها جيداً في تحرير وفك الأسرى من السجون.

وأشار قنديل إلى أن القيادة الإسرائيلية الحالية فشلت فشلاً ذريعاً في معرفة مكان شاليط أو أي معلومة عنه ورفضت انجاز أي صفقة مع المقاومة، آملاً أن تحقق الصفقة على يد الفصائل التي تدير هذا الملف بكل وعي وعزيمة.

ويصادف الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو الذكرى السنوية الرابعة على أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط خلال عملية الوهم المتبدد والتي نفذتها ثلاث فصائل مقاومة فلسطينية على رأسهم الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" خلال اقتحام موقع كرم أبو سالم العسكري جنوب قطاع غزة والتي نتج عنها الاحتفاظ بشاليط في قبضة المقاومة أربعة أعوام كاملة دون معرفة الاحتلال بكافة أجهزته الأمنية والاستخبارية بصيص معلومة تفيد بمكان احتجاز جنديه صاحب الأصول الفرنسية.

البث المباشر