توعد رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن "يدفع ثمنا غاليا" لتهديده بيونغ يانغ التي قالت إنها تفكر بتجربة نووية جديدة، وذلك رغم الضغوط الدولية والعقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن وبروكسل.
فبعد أيام من تهديد ترمب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتدمير كامل لكوريا الشمالية، وصفه الرئيس الكوري الشمالي بأنه "مختل عقليا"، وقال "سأجعل الرجل الذي يشغل منصب القائد الأعلى في الولايات المتحدة يدفع غاليا ثمن خطابه الداعي إلى التدمير الكامل لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية"، الاسم الرسمي لبلاده.
وقال كيم جونغ أون في بيان اليوم الجمعة إن بلاده تدرس "أعلى مستويات الإجراءات المضادة القوية في التاريخ" ضد الولايات المتحدة ردا على تهديد ترمب.
وأضاف أن خطاب ترمب بالأمم المتحدة الثلاثاء الماضي أكد أن برنامج بيونغ يانغ هو "المسار الصحيح".
وفي هذا السياق، نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ هو قوله اليوم الجمعة إنه يعتقد أن بلاده قد تفكر في اختبار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي وعلى نطاق لم يسبق له مثيل.
يشار إلى أن كوريا الشمالية أجرت ست تجارب نووية منذ 2006، اثنتان منها في آخر ثلاثة أسابيع، وأطلقت العديد من الصواريخ البالستية.
عقوبات أميركية
في المقابل، أصدر الرئيس الأميركي أمس الخميس قرارا تنفيذيا بفرض عقوبات جديدة على أي أفراد وكيانات تتعامل تجاريا مع كوريا الشمالية، في مسعى لزيادة الضغط عليها بهدف ثنيها عن مواصلة برنامجها النووي والصاروخي.
وقال مراسل الجزيرة بنيويورك رائد فقيه إن قرار ترمب التنفيذي يستهدف التعاملات التجارية الصينية والروسية مع كوريا الشمالية، مضيفا أن عقوبات مجلس الأمن نجحت في فرض عقوبات على 90% من صادرات كوريا الشمالية، في حين لم تشمل وارداتها.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس الخميس إن السعي وراء الأسلحة النووية لن يجلب الأمن لحكومة كوريا الشمالية، وإن مساعدة الصين مهمة لجعل برامج بيونغ يانغ الذرية والصاروخية تحت السيطرة.
وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن أن الأسلحة النووية "هي بوضوح لا تؤدي إلا لمزيد من العزلة والخزي والحرمان".
وفي بروكسل، توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق على فرض عقوبات جديدة تحظر على الشركات الأوروبية تصدير النفط إلى كوريا الشمالية والاستثمار في هذا البلد.
ويأتي تشديد الضغط بعد عشرة أيام فقط على إقرار مجلس الأمن الدولي مجموعة ثامنة من العقوبات ردا على تجربة نووية جديدة أجرتها بيونغ يانغ وكانت أقوى تجاربها حتى الآن. وبعدما دعت واشنطن إلى فرض حظر تام على إمداد كوريا الشمالية بالنفط، اضطرت إلى خفض سقف مطالبها من أجل الحصول على موافقة بكين وموسكو وبالتالي تحقيق إجماع بين الدول الكبرى.
وتأمل واشنطن وحلفاؤها أن ترغم هذه الضغوط بيونغ يانغ على الدخول في مفاوضات حول وقف برامجها العسكرية، لكن الدول الكبرى تبقى منقسمة حول طريقة حل الأزمة.
فوزير الخارجية الصيني وانغ يي قال في الأمم المتحدة إن "التفاوض هو المخرج الوحيد"، داعيا جميع الأطراف وعلى رأسهم واشنطن وبيونغ يانغ إلى "الاجتماع".
بدوره، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صراحة بالتهديدات الحربية الأميركية وبـ"مغامرات بيونغ يانغ النووية والصاروخية"، محذرا من أن "الهستيريا العسكرية ليست مأزقا فحسب بل كارثة".