بينما كانت تشاهد أولى الصور القادمة من شوارع مدينة ادلب السورية عام 2011 مع بدء الثورة في تلك البلاد، ومقتل الأطفال والنساء المطالبين بالحرية، اشتعلت نار الكتابة في كيان سهام وهبة 21 عامًا، لتبدأ طريقها في صياغة روايات وقصص تحاكي الواقع بغزة.
التقينا بسهام أو كما تحب أن تنادى بـ"سوما" في مخيم يبنا بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، لتحدثنا عن مشاركتها في مسابقة دولية لكتابة القصة القصيرة، بينما يرنو نظرها إلى خروج روايتها الأولى إلى النور في أقرب فرصة بعد أن وجدت من يرعاها.
وتشارك الكاتبة الواعدة وفق ما يؤكد عدد من الكتاب المتابعين لها في مسابقة "امرأة من تراب الوطن" للقصة القصيرة، حيث شاركت بقصة واقعية تتحدث عن استشهاد عدد من عائلتها في قصف إسرائيلي استهدفهم قبل سنوات.
ويشارك إلى جانب الكاتبة "وهبه" في المسابقة التونسية 29 مشاركًا من الوطن العربي، بينما هي الوحيدة التي تمثل فلسطين، ومن المتوقع أن تكون في المراتب الثلاثة الأولى من الفائزين بهذه المسابقة.
وتتحدث "وهبه" لـ"الرسالة" عن البدايات حينما كانت نصوصًا قصيرة في المرحلة الاعدادية، لكن غياب المشجع والحاضنة التطويرية حالا دون إكمال الطريق، فهي لاتزال تحتفظ ببعضها حتى الآن.
وبقيت العشرينية، تكمن حب الكتابة في صدرها إلى أن تفجرت موهبتها، بعد أن حركتها صور القتل في مدينة ادلب السورية مع بدء الثورة السورية، لتبدأ في صياغة أولى الكتابات التي تعبر عن الواقع المعاش في غزة.
واحتوت رواية "وهبه" الأولى التي كانت بعنوان "العالم الأزرق" حكايات الحرب والحصار والعلاقات الاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والهجرة من غزة، غالبيتها مشاهد حقيقية وقصص أبطالها ما زالوا على قيد الحياة، لترسم بهذه الرواية الشكل العام لغزة، وأوجه الألم والأمل.
وحين كتبت "وهبة" وهي عضو في الصالون الأدبي لجمعية الثقافة والفكر الحر أولى نصوصها في عام 2011 حيث كانت في المرحلة الثانوية، ولم تجد من تقرأ له النص ، فما كان منها إلا أن شاركت في برنامج "أحلى نغم" الذي كان يبث عبر قناة محلية بغزة، لتعزز من نفسها، ويكون دافعًا جديدًا لاستمراريتها في الكتابة.
ومما تميزت به الكاتبة الواعدة أنها تشارك غالبية فئات المجتمع في نشاطاتهم، فهي سعت إلى الحصول على شهادة مدرب لغة الإشارة لتحادث الصم وهذا ما حصل فعلًا، وكذلك تعمل متطوعة في عدد من مؤسسات تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك دعم الفقراء والمحتاجين.
وعن تجاهل المجتمع للكتاب وعدم الاهتمام بتطويرهم، تقول وهي تمسك أوراق روايتها الأولى، أنها مزقت روايتها مرتين بسبب تجاهل عدد من أساتذة الجامعة لطلبها بقراءة الرواية ونقدها، بحجة أنها ما زالت صغيرة، وأن تهتم بتخصصها وهو علم الاجتماع أفضل من الاتجاه للكتابة، إلا أن الأحداث الواقعية لروايتها سهل عليها إعادة الكتابة.
وبينما تشير إلى أن مع كل نسخة جديدة حين تعيد كتابة روايتها تزداد كلماتها قوة، وكأنها تقول إنه كلما ازداد التجاهل والتقصير بحق الكاتب، كلما كان دافعًا لمزيد من الإبداع حتى الوصول إلى المبتغى.
وتحظى نصوص الرواية التي تقتبسها "وهبه" وتنشرها عبر صفحتها على فيسبوك بدعم واسع من أصدقائها في العالم الأزرق الذي هو أيضًا عنوان روايتها، بينما تنتظر فوزها في المسابقة التي تشارك فيها لتهديه إلى من تجاهلوا موهبتها، ونصوص روايتها التي وصفت واقع غزة بتفاصيله.