قائمة الموقع

ماذا بعد "الصرخة الأخيرة" للرئيس عباس؟

2017-09-27T05:40:15+03:00
رئيس السلطة محمود عباس
غزة-إسماعيل الغول

غادر الرئيس محمود عباس مدينة نيويورك الأمريكية بعدما ألقى خطاب معاتبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر كمّا كبيرا من اليأس مما وصلت إليه التسوية، إلى درجة التلويح بحلّ السلطة الفلسطينية!

يعتقد محللون سياسيون، في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت"، أن خطاب أبو مازن في الأمم المتحدة كان عبارة عن مناورة، وأن التهديد بحلّ السلطة هو ورقة ضغط على الاحتلال.

يصف الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض من الضفة المحتلة، خطاب الرئيس بأنه كان أشبه بـ "صرخة أخيرة" حملت رسالة بأنه إذا لم يكن هناك دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران فستكون كل الخيارات مفتوحة.

وقال: "الخطاب أوصل رسالة للعالم العربي والدولي بفشل عملية التسوية، ليترك الخيار أمام الشعب الفلسطيني ليختار قراره بنفسه"، إضافة إلى أنه أعاد تعريف دور السلطة كرسالة منه بأنه ذاهب إلى مراجعة سياساته وتحديد اتجاهاته بعد "الفشل الكبير" في التسوية.

ووفق، عوض، فإن الرئيس أبو مازن سيمنح بعد خطابه، الإدارة الأمريكية فرصة جديدة لإنجاز "صفقة القرن"، معتبرا أن تقدّم الاحتلال في ملفات التسوية سيؤخر توجه عباس إلى المحاكم الدولية.

وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني الداخلي، أشار المحلل السياسي عوض إلى أن خطاب عباس تطرق إلى ما يخص العالم من القضية الفلسطينية، ولم يأت على ذكر المصالحة بشكل كبير؛ "لأنها مسألة تخص البيت الفلسطيني"، معتبرا أن المصالحة المجتمعية جزء من المصالحة السياسية، وأن المسألة تحتاج الى "مصارحة سياسية".

** خيار المصالحة

من جانبه، رأى المحلل السياسي طلال عوكل أن الطريق مسدود أمام الرئيس عباس، "لكنه يظن أن هناك فرصة يمكن أن تنجح فيها الإدارة الأمريكية من خلال صفقة القرن".

ونوه عوكل بأن عباس عمد في خطابه إلى مراجعة الدور الاسرائيلي والأمريكي ودور الأمم المتحدة كذلك في المرحلة السابقة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقال إنه مستمر في خطابه على نفس النهج، دون تغيير.

ووصف الخطاب بأنه ليس فلسطينيا بحتا؛ لأنه لم يتحدث عن إعادة بناء الاستراتيجية الفلسطينية، ولم يكن ناتجاً عن قراءات عميقة للمرحلة السابقة للوضع الفلسطيني، "حيث كان الخطاب بلغة المجتمع الدولي ولا يتضمن قرارات حاسمة".

وبيّن عوكل أن هناك شكلا من أشكال التلميح والتهديد بعد فشل التسوية، من خلال التوجه الى المحكمة الدولية، "رغم أن المجتمع الدولي متواطئ ضد القضية الفلسطينية".

وأضاف: "عباس يتكلم عن المرحلة المقبلة ولن ينضم بشكل مباشر للمنظمات الدولية، وأعطى وعداً لكوشنير بتأخير تقديم الملفات أربعة أشهر؛ حتى تتمكن الادارة الأمريكية من تقديم رؤية لتحريك عملية السلام".

وكان عباس قد التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة الجارية في نيويورك، وقال إن لقاءه شهادة على جدية ترمب بشأن إبرام اتفاق سلام في الشرق الأوسط قريبا.

من جهته ذكر ترمب أن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد يكون "أصعب صفقة"، ولم يشر في حديثه إلى دولة فلسطينية مستقلة بجانب (إسرائيل).

وبشأن المصالحة الفلسطينية، لفت عوكل إلى أنها تحتاج إلى ضمانات حتى تنجح. وقال: "لم يحدد أبو مازن خياراته، لكن باعتقادي أن أهمها هو التوجّه إلى المصالحة الداخلية".

يذكر أن حركة حماس كانت قد انتقدت خطاب أبو مازن أمام الجمعية العامة، قائلة إنه "لم يفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب المدان"، كما رحبت حماس في الوقت نفسه بإعلان عباس عن قدوم حكومة الوفاق إلى غزة، وتعهدت بالعمل على إنجاح المصالحة.

ويأمل الفلسطينيون في الضفة وقطاع غزة أن يتقدّم الرئيس أبو مازن إلى المصالحة الداخلية، باعتبارها أقوى الخيارات في مواجهة الصلف الإسرائيلي، ويطالبون بأهمية استثمار المبادرة الوطنية التي تقدّمت بها حركة حماس في غزة، بحلّ اللجنة الإدارية من أجل إنهاء الانقسام.

 

اخبار ذات صلة