أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري أن قوات إيرانية وعراقية مشتركة ستتفقد غدا الخميس الحدود المشتركة، وذلك في إطار تنسيق عسكري متسارع بين العراق وإيران وتركيا ردا على سعي إقليم كردستان العراق للانفصال.
وقال باقري خلال استقباله اليوم الأربعاء في طهران نظيره العراقي الفريق أول عثمان الغانمي إن الجانب الإيراني مستعد لدعم سيطرة بغداد على الحدود المشتركة.
وتوجه الغانمي إلى طهران على رأس وفد عسكري رفيع بعد زيارة مماثلة لتركيا التقى خلالها قائد الأركان التركي خلوص أكار، وتمخضت عنها مناورات تركية في منطقة سيلوبي قرب معبر إبراهيم الخليل شمالي العراق.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الغانمي قوله إن المحادثات تناولت الموضوعات الخاصة بالأمن القومي للبلدين، وإنه حمل رسالة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، دون أن يكشف عن تفاصيلها. وأكد استعداد بغداد للتعاون والتنسيق مع طهران في جميع المـلفات الحساسة.
وأشاد قائد أركان الجيش العراقي بموقف إيران تُجاه العراق، وقال إنها كانت إلى جانبه في الأزمات وستظل كذلك حتى تحقيق الاستقرار وإعادة إعماره.
من جهته قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية إن بلاده لا تعترف بأي تغيير لجغرافيا العراق، أو بانفصال أي جزء عنه، مضيفا أن بلاده لا تعترف بسلطة أي حزب أو مجموعة على شمال العراق المجاور لإيران.
وتأتي المحادثات بين رئيسي الأركان الإيراني والعراقي في وقت تشهد فيه حدود إيران وتركيا مع شمالي العراق استعدادات عسكرية.
فقد استمرت لليوم الثاني على التوالي المناورات العسكرية المشتركة بين تركيا والعراق على الحدود التركية قرب إقليم كردستان العراق، بينما أرسلت إيران منظومات صاروخية متطورة إلى الحدود مع الإقليم.
وتوزعت مناورات اليوم على فترتين صباحية ومسائية، في حين أغارت طائرات عسكرية تركية على مواقع لحزب العمال الكردستاني في منطقتي أفشين والزاب داخل كردستان العراق، ودمرت مستودعا للأسلحة والذخائر، وفق بيان للقوات المسلحة التركية. وبدأت القوات التركية المناورات قبل أسبوع من الاستفتاء الكردي، وانضمت إليها قوات عراقية أمس.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال إن أحد أهداف المناورات التركية العراقية هو استعادة السيطرة على المنافذ الحدودية بين البلدين.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده مستعدة لدعم العراق حفاظا على وحدة أراضيه، وأكد أن أنقرة ستقوم بهذه الخطوة إذا طلبت حكومة بغداد ذلك، وكان حذر من أن تركيا ستتدخل عسكريا في حال تعرّض التركمان شمالي العراق للاعتداء.