المرضى يناشدون بتحويلهم للخارج والصحة تعتبر رعايتها أفضل
فايز أيوب الشيخ - الرسالة نت
ما زال العشرات ممن اكتووا بنار الحادث المأساوي الأخير في مخيم جباليا، يرقدون في قسم الحروق بمستشفى الشفاء بغزة ، يشتكي بعضهم من قلة الرعاية الصحية، ومماطلة وزارة الصحة في تحويل الحالات الحرجة للعلاج لمستشفيات الخارج وداخل الخط الأخضر.
"الرسالة نت" زارت قسم الحروق بمستشفى الشفاء والتقت عدد من المصابين، واستمعت إلى شكواهم ، إلى جانب مما قالوا عنه "رعاية غير كافية"،
تحويله العلاج
المواطن "صلاح عبد الله أبو اشكيان" وابنه "حسن" من جملة المصابين الذين يرقدون داخل المستشفى ، يلفهمها الشاش الطبي من كل جانب ، لعدم توفر الإمكانات المساعدة في علاجهما داخل المستشفى.
قال "أبو اشكيان" :"لا أطلب المستحيل، فكل الإجراءات اللازمة لتحويلي جاهزة بما في ذلك التغطية المالية، وما أرجوه تحويلة طبية ، متسائلاً" أليس من المستغرب أن تُسهل صحة رام الله تحويلتي بينما تعرقلها صحة غزة".
وكان انفجار كبير وقع في مطعم يعود للمواطن "رائد حرب" بمخيم جباليا بتاريخ 18-9-2009، أدى إلى وفاته ووفاة ابنه ومواطنين آخرين، وإصابة العشرات بجروح وحروق متفاوتة، وفي وقت لاحق وفاة الطفلة انهار شادي الشنباري والبالغة من العمر 7 سنوات متأثرة بحروق شديدة تتراوح نسبتها من 60% الى 70%.
شكاوى
مواطن آخر مصاب بحروق في جميع أنحاء جسمه ضم شكواه إلى شكوى "أبو اشكيان"، فقال:"لا أطلب الشفاء إلا من الله، ولكن يجب أن نأخذ بالأسباب وأن يتم تحويلي للخارج لتسريع عملية شفائي من النار التي تكويني"، مشيراً أنه لا يستطيع النوم من شدة الألم، مشبهاً الغيار اليومي "بالجحيم".
ويرجو المواطن "خالد خليل أبو ضلفة" فهو أن يحول ابنه "خليل" للعلاج في الخارج رغم أن حالته الصحية أقل خطراً من غيره، مشيداً بالرعاية الفائقة التي يقدمونها للمرضى، ولاسيما المصابين من الحريق المأساوي بجباليا.
الرعاية الصحية
الدكتور محمود بصل طبيب الجراحة والتجميل بقسم الحروق بمستشفى الشفاء، تحدث لـ"الرسالة نت" عن الوضع الصحي للمرضى المصابين من الحريقين الأخيرين في "جباليا والصبرة"، مشيراً إلى أن البعض منهم غادر المستشفى ويتلقى علاجه من خلال المراجعة شبه اليومية فيما بقي 25 منهم يتلقون العلاج داخل قسم الحروق، إضافة إلى ثلاثة أطفال يتلقون عناية فائقة في العناية المكثفة نظراً لحروقهم الشديدة .
وفيما يتعلق بشكوى المرضى من قلة الرعاية الصحية، أكد الدكتور بصل أن درجة الرعاية داخل مستشفيات الخط الأخضر لا تختلف عما يقدموه للمرضى في مستشفى الشفاء، معتبراً أن الرعاية المقدمة في الشفاء تفوق في أحيان كثيرة الرعاية المقدمة لهم في أي مستشفى آخر، وبالتالي فإن معظم المرضى الموجودين داخل قسم الحروق لا يحتاجون إلى التحويل للخارج، حسب رأيه.
واعتبر بصل أن الأولى من غيرهم بتحويلهم للخارج هم المرضى ذوو الحالات الحرجة الذين يعانون من أمراض مختلفة، مشيراً أن البروتوكول الخاص بتحويل مرضى الحروق تحديداً للخارج هم "المصابون بدرجة حروق تصل من 50-60%"، وقال:"نحن نُطمئن المرضى وذويهم أننا لم ولن نقصر في علاجهم، مع تقديرنا لخوفهم وحُرقتهم على مرضاهم كما حُرقتنا على سرعة شفائهم".
تحويلات سياسية
وكانت صحة رام الله أعلنت أنها تمكنت بعد التنسيق مع "الجانب الاسرائيلي" من تحويل ستة مرضى من مصابي الحادث الماساوي الذي وقع في مخيم جباليا، وصل أربعة منهم الى مستشفى "يخلوف" و اثنان الى مستشفى "اساف هاروفيه" بينهم ثلاثة أطفال.
وعلق الدكتور نافذ أبو شعبان رئيس قسم الحروق على ما سبق بالقول: "ربما لاعتبارات سياسية ليس لنا دخل بها تم تحويلهم، وما يهمنا هو الرأي الطبي والفني"، كاشفاً لـ"الرسالة نت" أن أربعة من أصل ستة مرضى تم تحويلهم يقبعون في قسم للعظام بأحد المستشفيات الإسرائيلية ولا يتلقون العناية اللازمة التي من المفترض أن يتلقوها في قسم الحروق بمستشفى الشفاء.
وأشار إلى أن قسم الحروق بمستشفى الشفاء تم إنشاؤه حديثاً بكلفة مليون دولار ومجهز بأحسن ما يكون، عوضاً عن أن وزارة الصحة بغزة على استعداد لإستقبال حالات الحروق الحرجة من الضفة الغريبة، حيث يتوفر في القسم ما لا يتوفير في أي مستشفى آخر.
واعتبر أبو شعبان أن كل ما يُثار حول هذا الأمر واتهام وزارة الصحة بالتقصير في هذا الجانب فيه"ظلم غير مقبول"، مؤكداً أن وزارة الصحة صمدت في أحلك الظروف ولن يضيرها التشكيك بخدماتها.
وفي خضم هذه الشكوى من قبل المواطنين وردود الفنيين والمختصين بوزارة الصحة، فإن "الرسالة"ترفع هذه المشكلة إلى وزير الصحة الدكتور باسم نعيم للنظر فيها وحلها بأسرع وقت ممكن، كما وتضم صوتها إلى صوت الكثيرين من أبناء شعبنا ومؤسسات المجتمع المدني و حقوق الإنسان بالإيعاز إلى الجهات المسئولة و المختصة للحد من حوادث الحرائق والمحافظة على سلامة وأرواح المواطنين.
يذكر ان مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة عزت تكرار حوادث الحريق في المطابخ العامة إلى اضطرار أصحابها لتخزين كميات من الغاز، خوفاً من انقطاعها بسبب الحصار الصهيوني.