متابعة – الرسالة نت
وضع الكتالوني الرائع اندريس انييستا أسبانيا على عرش العالم للمرة الأولى في تاريخها بعد أن سجل هدفاً قاتلا في قلب الطاحونة الهولندية في الدقيقة 116 ليقتنص الماتدور الاسباني لقب بطولة 2010 من أحضان أفريقيا.
وباتت اسبانيا التي ستحتل المرتبة الأولى في التصنيف الشهري للفيفا بعد الفوز بهذه البطولة أول منتخب أوروبي يفوز بالبطولة خارج القارة الأوروبية بالرغم من هزيمتها الأولى أمام سويسرا بهدف نظيف.
ولجأ المنتخبين الاسباني والهولندي لشوطين إضافيين بعد انتهاء الوقتين الأصلي بالتعادل السلبي بدون أهداف رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت للمنتخبين على مدار المباراة التي تألق فيها بشكل لافت الحارس الاسباني ايكر كاسياس والهولندي فان برونكهورست.
وسجل انيستا هدف المباراة "القاتل" بعد بينية رائعة من لاعب الارسنال الانجليزي فابريجاس الذي اشترك في الشوط الثاني بديلا لألونسو.
و في مشهد غريب قبل انطلاق المباراة دخل رجل أسباني ، معروف باقتحام الملاعب ، أرضية ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرج شهدت النصف ساعة الأولى سرعة كبيرة من الفريقين وبخاصة من الجانب الاسباني وإن شهدت أيضا حماسا مفرطا من الجانبين، وظهر ذلك في إشهار الحكم الانجليزي هاورد ويب لأربع بطاقات صفراء متتالية لبويول وراموس من اسبانيا، وفان بوميل وفان بيرسي من هولندا.
وجرى الرجل الملقب ب "جيمي جامب" فى اتجاه الكأس الذهبية المعروضة على إحدى المنصات لكن ستة من مسئولي الأمن تمكنوا من السيطرة عليه بالقوة قبل أن يصل إلى الكأس.
وتم بعد ذلك على الفور اقتياده بعيدا عبر أحد الممرات حيث كان ينتظر لاعبو الفريقين استعدادا لدخول أرضية الملعب.
سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد كان أبرز الأسماء في النصف الأول من الشوط بعد أن أضاع فرصتين مؤكدتين الأولى كانت في الدقيقة 5 بعد أن استقبل برأسه عرضية تشابي ولكن الحارس ستيكيلنبورج كان في الموعد وأنقذ الكرة، والثانية في الدقيقة 11 بعد أن توغل داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية أبعدها المدافع الهولندي جون هيتينجا.
وشهدت الدقيقة 12 البصمة الأولى لهداف المونديال دافيد فيا بعد أن حول عرضية الونسو من الناحية اليمنى قوية في الشباك الخارجية للحارس ستيكيلنبورج.
وبعدها استفاقت الطواحين الهولندية من سباتها عندما قاد اللاعب ويسلي شنايدر - شريك فيا في لقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف- تنفيذ الهجمة الأولى لهولندا في الدقيقة 18 و سدد كرة قوية من ضربة حرة مباشرة تصدى لها بثبات حارس الريال إيكر كاسياس.
واكتفى الحكم الانجليزي هاورد ويب بإشهار البطاقة الصفراء في وجه الهولندي نايجل دي يونج في الدقيقة 27 بعد أن ركل متعمدا صدر تشابي ألونسو.
بعدها، نفذت هولندا جملة تكتيكية رائعة من ركنية عن طريق روبين في الدقيقة 38 لكن المدافع يوريس ماثيسسن أخطأ في ترجمتها لهدف تاريخي في النهاية، تبعها مباشرة هجمة مرتدة للماتدور الاسباني بعد أن أنطلق بيدرو مهاجم الفريق الكتالوني وصوب كرة قوية بقدمه اليسرى مرت بقليل بجوار القائم الأيسر للحارس الهولندي.
وكاد اريين روبين أن يسجل الهدف الأول للطاحونة الهولندية بتصويبة صاروخية من خارج منطقة الجزاء أبعدها كاسياس ركنية في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل من الضائع في الشوط الأول.
بداية الشوط الثاني لم تشهد اثارة البداية النارية للشوط الأول وان تحصل لاعبين من هولندا على بطاقتين صفراء في العشر دقائق الأولى من الشوط هما جيوفاني برونكهورست الذي أعلن اعتزاله الكرة بعد هذه المباراة، والمدافع جون هيتينجا.
وتألق ايكر كاسياس - أفضل حارس في المونديال بلا منازع - وأنقذ انفراد محقق من الجناح الطائر لهولندا اريين روبين في الدقيقة 62 وأبعد الكرة بقدمه إلى ركنية، وتحصل بعدها خوان كابديفيلا على البطاقة الصفراء الثامنة في المباراة والثالثة لمنتخب بلاده.
اشتعلت المباراة بعد كرة روبين، ورد فيا بهجمة خطيرة للأسبان بعد أن استقبل عرضية خيسوس نافاز - الذي اشترك بدلا من بيدرو – من الناحية اليمنى وسدد الكرة قبل أن تنشق الأرض وتخرج هيتينجا الذي أبعد الكرة ركنية من على خط المرمى.
وأطلق سيرجيو راموس قذيفة برأسه في الدقيقة 77 بعد ركنية من تشابي هيرنانديز لكن كرته علت العارضة بقليل لتضيع فرصة هدف مؤكد للماتدور الاسباني.
وعاد القديس كاسياس - كما يحب ان يلقبه الجمهور الاسباني – وأنقذ انفراداً آخرا من روبين الذي تحصل على الإنذار التاسع في المباراة لاعتراضه على الحكم هاورد ويب مطالبا بضربة جزاء بعد أن ادعى أن بويول أعاقه وهو في طريقه للمرمى، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي و يلجأ الطرفان إلى شوطين إضافيين.
و شهد الشوط الإضافي الأول إثارة وسرعة قصوى، بدأ بهجمة خطيرة للمنتخب الاسباني في الدقيقة 94 بعد تبادل للكرة للاعبين الأسبان انتهت ركنية في النهاية.
وواصل الأسبان هجماتهم الخطيرة، وأبعد الحارس مارتن ستيكيلنبورج انفراد محقق من فابريجاس الذي حل بديلا لألونسو مع نهاية الشوط الثاني في الدقيقة 96.
ورد المدافع يوريس ماتييسن بهجمة خطيرة للطاحونة الهولندية بعد أن استقبل ركنية شنايدر برأسه لكن كرته مرت فوق عارضة كاسياس بقليل.
ثم تباطأ لاعب وسط برشلونة اندريس انييستا أمام المرمى الهولندي ليبعد المخضرم برونكهورست كرة خطيرة على مرمى فريقه في الدقيقة 100، قبل أن يتبعها تسديدة من نافاس لاعب اشبيلية ترتطم بالشباك الخارجية لمرمى الحارس ستيكيلنبورج، و بقيت النتيجة على ما هي عليها ليحتسب الحكم شوطا إضافيا ثانيا.
وتحصل جون هيتينجا على البطاقة الصفراء الثانية مع بداية الشوط الرابع ليطرد من المباراة وذلك بعد إعاقته لانيستا وهو في طريقة لمرمى الحارس الهولندي.
وكاد شنايدر أن يسجل هدف المونديال في الوقت القاتل وبالتحديد مع الدقيقة 113 لكن كاسياس ابعد كرته خارج المرمى ببراعته المعهودة.
ومرر فابريجاس كرة هدف المجد لانيستا أمام المرمى الهولندي لم يتوانى الأخير في تسديدها في الشباك في الوقت القاتل مع الدقيقة 116، ويقود الماتادور الاسباني إلى منصة التتويج لحمل كأس العالم 2010 وسط فرحة عارمة من الجماهير الاسبانية.
وسلم كل من رئيس جنوب افريقيا و جوزيه بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" كأس البطولة للماتادور الاسباني.