صباح كل يوم، ترتدي السيدة ريم سكر زيها الأمني لتشق طريقها إلى عمها اليومي في شركة "سكيور لاند" للخدمات الأمنية واللوجستية، حيث مهمتها تقديم الدعم الأمني لأحد فروع بنك فلسطين في مدينة غزة.
الشابة سكر، كسرت القيود المجتمعية لتكون أول امرأة في غزة تعمل "سيدة أمن" لتقديم الدعم الأمني لأحد فروع بنك فلسطين في غزة بجانب زملائها رجال الأمن، في حفظ النظام داخل البنك.
"الرسالة" شاهدت حارسة الأمن وهي تقف داخل البنك في المكان المخصص للسيدات وترتدي لباسها الأمني بكل ثقة لتأدية مهامها في حفظ النظام، غير آبهة لنظرات العملاء كونها هي الأولى في غزة التي خاضت غمار هذا العمل وكسرت التقاليد.
بهدوء وابتسامة اعتاد عليها العملاء والسيدات التي يزورن البنك تدعوهم سيدة الأمن سكر للالتزام والحفاظ على الأمن والنظام داخل البنك، متحدية بذلك الانتقادات التي توجه إليها يوميا، لكنها بإتقانها لعملها تؤكد لمن حولها أن مجال الأمن ليس حكرا على الرجال.
السيدة سكر صاحبة الشخصية القوية التي غرسها والداها فيها منذ مرحلة طفولتها وشجعها على ذلك زوجها بعد أن حثها على دارسة العلوم الأمنية في كلية العودة الجامعية.
خلال فترة الاستراحة من عملها، روت "للرسالة" بداية الحكاية، حينما شجعها زوجها على اختيار تخصص دارسة العلوم الأمنية في الجامعة، بعد أن سهل عليها الدراسة، وتقاسم معها أعباء البيت.
وتحكي وهي تراقب العملاء، أنها استطاعت تحقيق حلمها لتكون أول سيدة أمن في غزة تقدم الخدمات الأمنية للآخرين.
وتوضح حارسة الأمن سكر أن عملها داخل البنك يتركز في أوقات الطوارئ وصرف المخصصات المالية، على تنظيم دخول السيدات للبنك، واصطفافهم ضمن طوابير منتظمة، إضافة للحرص على عدم وقوع مشاكل أو مشادات من أي نوع بين العملاء والزوار، كون رجل الأمن لا يستطيع التدخل.
وتشير إلى أنها لم تتعرض للمشاكل الفعلية خلال عملها، لذلك لا تستخدم القوة أو التدخل البدني لحل أي مشكلة، مبينة أنها تلقت كافة التدريبات اللازمة في مقر الشركة الأمنية التي تعمل فيها لتكون على أهبة الاستعداد في حال حصلت اشتباكات جسدية داخل البنك.
وعن انتقادات الناس حول عملها في مجال الأمن، تعبر السيدة ريم أنها تصم آذانها عن كلام الناس وتحدت الصعاب لتحقيق حلمها، بعد أن تخرجت من كلية العودة الجامعية، منوهة إلى أنها لاقت تشجيعًا كبيرًا من عميلات البنك وعملائه بعد أن لاحظوا وجود حالة من النظام والأمن داخل البنك.
وتؤكد السيدة ريم وهي أم لثلاثة من الأطفال، أن عملها بمهنة الأمن لا يؤثر على واجباتها تجاه عائلتها، ورعايتها لأبنائها، فهي تهتم بهم، وتراجع لهم دروسهم وواجباتهم، وتمارس حياتها الاجتماعية بشكلها المعتاد.
وتقول "عائلتي لم تعارض عملها في مجال الأمن، وكانت سندا ومشجعة على ذلك لتحقيق حلمي على الرغم من نظرة المجتمع السلبية لي في بداية عملي".
وقررت شركة "سكيور لاند" للخدمات الأمنية واللوجستية التي تعمل بها حارسة الأمن السيدة ريم، توظيف النساء لملاحظتها لحاجة بعض الأماكن لسيدة أمن.
وقالت الشركة في تصريحات صحفية سابقة، "خلال عمل طواقمنا داخل البنوك لاحظنا، أهمية وجود سيدة لحفظ الأمن وتنظيم وقوف النساء وفض النزاعات التي تحدث بسبب الفوضى والسيطرة عليها، حيث إن النجاح يتمثل بحل المشكلة قبل حدوثها وليس بعد أن تحدث".