الضمير.. هو المستودع الداخلي الذي تكمن فيه منظومة القيم والمبادئ والمعايير الأخلاقية لدى الإنسان، وهو المعيار الذي يميز به بين الصواب والخطأ، والحسن والقبيح، والمقبول والمرفوض.
وهو القاضي الذي يكمن داخل كل إنسان، فيحاكمه ويحاسبه على ما قدمت يداه من خير أو شر، وقد ينزل به عقابا يتمثل في لوم الذات والشعور بالذنب إذا ما اقترف إثما، ويكافئ صاحبه بالشعور بالرضا والارتياح إذا ما التزم بما يمليه عليه من ضوابط وأحكام.
فكيف يرعى الأبوان هذا القاضي الذاتي الذي يبدأ تكونه داخل الطفل في عامه الثاني، وينمو معه يوما بعد يوم؟
سلوك الأبوين
1- القدوة الحسنة:
يكتسب الطفل العديد من الأنماط السلوكية والمعايير الأخلاقية عن طريق التقليد والمحاكاة لأبويه، ومع الوقت يتبنى هذه الأنماط والمعايير المقلدة حتى تصبح جزءًا من ضميره ومعاييره الداخلية، فعليك أن تكون قدوة حسنة له في الالتزام بالمعايير الأخلاقية.
2- موافقة الأفعال للأقوال:
ينبغي أن تنتبه إلى تصرفاتك أمام طفلك، وألا يخالف سلوكك ما تدعو إليه طفلك من قيم وأخلاق، فهذا التناقض يضعه في حيرة من أمره، ويفقده القدرة على التمييز بين الصواب من الخطأ.
3- الاعتراف بالخطأ:
إذا ارتكبت خطأ أمام طفلك، فنبهك إلى ما وقعت فيه أو أدركت أنت ما قمت به من خطأ، فعليك أن تعترف بخطئك دون مكابرة؛ لأن ذلك يقوي بناء المعايير الداخلية لديه، كما أنه يتعلم أن يتحمل مسؤولية أفعاله دون اللجوء لبعض السلوكيات الخاطئة ليبرر ما قام به.
4- موقف ثابت من الخطأ:
من الضروري أن تتحلى بموقف ثابت تجاه سلوك طفلك المرفوض، فليس من المقبول أن ترفض سلوكا منه في وقت، ثم تقبله منه في وقت آخر؛ فهذا يحدث تشويشا وإرباكا في معاييره الداخلية.
5- العلاقة الدافئة:
تلعب العلاقة الإيجابية بين الأبوين والطفل دورا أساسيا في بناء الضمير لديه، فكلما اتسمت هذه العلاقة بالحب والدفء، ساعد ذلك على تبنيه لقيم ومعايير الآباء، فاحرص على بناء علاقة يسودها الحب والود والتفاهم مع طفلك.
6- مراعاة إدراكه:
ينبغي أن تراعي مستوى إدراك طفلك واستيعابه للمعايير والمبادئ الأخلاقية، ولا تطلب منه الالتزام بقيم تفوق عمره.
7- شرح الأسباب:
عندما تطلب من طفلك أن يتوقف عن سلوك غير مقبول، احرص على أن توضح له السبب، فهذا يساعده على بناء منظومة المعايير الداخلية لديه، ويساعده على عدم اقتراف هذا السلوك في حضورك أو في غيابك.
8- السلوك البديل:
عند تصحيحك لسلوك طفلك غير المرغوب، من المهم ألا تتوقف عند نهيه فقط، لكن عليك أن تعلمه السلوك الصحيح البديل للخطأ، حتى يعرف ما يجب عليه أن يقوم به.
9- التقويم العملي:
عندما تسعى إلى تعديل سلوك طفلك الخاطئ، اجتهد في أن يكون ذلك بطريقة عملية، فمثلا لو رأيته يغش أصدقاءه أثناء اللعب، فعليك أن تنبهه إلى أن ذلك مرفوض، واشرح له الطريقة الصحيحة للعب، ثم قم بتنفيذها أمامه، ثم اطلب منه أن ينفذها.
العربي الجديد