وصفت الأمم المتحدة الوضع في إقليم أراكان غربي بورما (ميانمار) بأنه "غير مقبول" وحذرت من موجات نزوح جديدة لمسلمي الروهينغا إلى بنغلاديش التي أعلنت عزمها بناء أكبر مخيمات اللجوء في العالم لإيواء الروهينغا الفارين إليها.
وقال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الوضع الراهن في شمال ميانمار "غير مقبول"، ونقل شهادات وصفت ما يقع بأنه "مأساة غير قابلة للوصف".
وأضاف بمؤتمر صحفي في جنيف "هذا التدفق لم يتوقف بعد.. الأمر يتعلق بمئات الآلاف من الروهينغا الذين لا يزالون في ميانمار. نريد أن نكون مستعدين في حالة حدوث المزيد من التدفق" مشيرا إلى أن "نصف مليون شخص يفرون من بلادهم".
وأوضح لوكوك أن المنظمة الأممية طلبت من سلطات ميانمار السماح لها بالدخول إلى إقليم أراكان. وأشار بالخصوص إلى أن فريقا أمميا رفيعا يستعد للذهاب للإقليم إن سمح له بذلك.
بدورها، قالت المنظمة الدولية للهجرة في مؤتمر صحفي إن ما يقدر بنحو ألفين من الروهينغا يفرون يوميا من أراكان إلى بنغلاديش.
عمليات قتل
وبينما تستمر موجة النزوح، رصدت منظمة هيومن رايتس ووتش إعدامات غير قانونية نفذها جيش ميانمار بحق نحو مئة من مسلمي الروهينغا في إحدى قرى إقليم أراكان.
وقال فيل روبرتسن نائب مدير قسم آسيا بالمنظمة الحقوقية إنه "تم توثيق ارتكاب جيش ميانمار جرائم ضد الإنسانية تشمل عمليات قتل جماعي في قرية ماونغ نو بأراكان يوم 27 أغسطس/آب الماضي".
وأضاف في تقرير أصدرته منظمته الخميس أن هذه الفظائع تتطلب من الحكومات المعنية ردود فعل قوية وإجراءات عملية بدلا من اقتصار الأمر على مجر التنديد.
وتأكدت ووتش من ارتكاب جنود ميانمار انتهاكات بحق مسلمي الروهينغا في القرية المذكورة، وقد شملت الضرب والاعتداء الجنسي وإطلاق النار على الضحايا.
وحول تفاصيل المجزرة، أوضح شهود أن الجنود أخرجوا الرجال والأطفال إلى فناء المجمع السكني، وربطوا أيديهم خلف ظهورهم، ثم باشروا في ضربهم وطعنهم وذبحهم عبر سكاكين طويلة، فضلا عن إطلاق النار عليهم.، وقالوا إن من بين القتلى عددا من أهالي القرية حاولوا الفرار.
أكبر المخيمات
على صعيد متصل، أعلنت بنغلاديش الخميس أنها ستبني واحدا من أكبر مخيمات اللجوء في العالم لإيواء أكثر من ثمانمئة ألف من الروهينغا الذين لجؤوا إليها هربا من موجة التطهير العرقي التي تستهدف هذه الأقلية المسلمة.
وأوضحت حكومة بنغلاديش أنها تخطط لتوسيع مخيم في منطقة كوتوبالونغ قرب بلدة كوكس بازار الحدودية من أجل استيعاب جميع اللاجئين الروهينغا.
وكانت بنغلاديش خصصت أرضا بمساحة 790 هكتارا إلى جانب مخيم كوتوبالوغ الشهر الماضي من أجل اللاجئين الجدد، ثم أضيفت لها مساحات جديدة بعد تجاوز عدد النازحين خمسمئة ألف شخص إضافة لثلاثمئة ألف لاجئ موجودين أصلا.
وقال وزير إدارة الكوارث والإغاثة مفضل حسين تشودري مايا إنه سيتم نقل جميع الروهينغا من 23 مخيما قرب الحدود ومخيمات أخرى عشوائية حول كوكس بازار وتجميعهم في المنطقة الجديدة.
ووفق الأمم المتحدة وبحلول 30 سبتمبر/أيلول الماضي، فرّ أكثر من نصف مليون شخص من المسلمين الروهينغا نتيجة أعمال التطهير العرقي التي يقوم بها جيش ميانمار والمليشيات البوذية، ولا تزال أعدادهم تتزايد.
المصدر : وكالات