قائد الطوفان قائد الطوفان

قلقيلية .. أكبر سجن في العالم

الرسالة نت - قلقيلية

لا أحد يصدق أن مدينة فلسطينية حاصرها الجدار وأحاط بها كما يحيط السوار بالمعصم يتحرك في الكيلو متر الواحد منها قرابة اثني عشر ألفا من المواطنين في مساحة إجمالية لا تزيد عن أربعة كيلومترات وربع.

الجدار العنصري الذي أقيم صيف عام 2002م والذي دقت أوتاده عام 1996م بعد انتفاضة النفق ابان حكم رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون حول المدينة إلى اكبر سجن في العالم حيث يعيش قرابة 45 ألف مواطن على مساحة ضيقة.

فتوى بإزالة الجدار

فمساحة قلقيلية كانت تمتد الى الساحل الفلسطيني قبل النكبة بمساحة تقدر ب 49 الف دونم كما افادت بذلك احصائية عن بلدية قلقيلية وبعد النكسة تناقصت مساحتها بفعل الطرق الالتفافية والمستوطنات ، وبعد الجدار العنصري تناقصت الى سبعة كيلو مترات داخل الجدار العنصري .

في ذكرى فتوى لاهاي السادسة والتي توصي بازالة الجدار الذي قضم اجزاء من الضفة الغربية وضمها الى اسرائيل يعيش اهالي المدينة على أمل ازالة الجدار عن اراضيهم المعزولة كي يستطيع الاحياء العيش بكرامة مع وجود مكان للأموات يدفنون فيه .

رئيس بلدية قلقيلية وجيه قواس الذي اقيل قبل عام من منصبه من حكومة فياض قال :لامكان للجيل الجديد فيها ، اراضيها تتناقص وسكانها يتزايدون ، لا متسع للموتى في قبور جديدة ، لا تواصل مع قراها وبلداتها ، انها المدينة المسجونة ، فمدينة قلقيلية ذات النسبة السكانية الاعلى في العالم.

واشار قواس إلى أن مدينة قلقيلية تمثل نموذج القهر اليومي ، فهي عبارة عن جيتو معزول يعيش الاهالي فيها تحت الزناد ، فعمليات القتل اليومي لمقومات الحياة مستمرة .

** تقطيع اوصال

كانت قلقيلية من اولى المدن الفلسطينية التي طبقت فيها نظرية الطرق الالتفافية في اواسط الثمانينيات ، وتم عزلها بطريقة هادئة عن محيطها بحيث اصبحت كانتونا معزولا من جميع الجهات قبل بناء الجدار باكثر من سبعة عشر عاما.

فالشارع الاستيطاني الالتفافي المعروف بشارع الفيه منشه يعزلها من الجنوب ، ومن الشمال والشرق شارع مستوطنة تسوفيم وسوريجال ومن الغرب الخط الاخضر او ما كان يعرف بخط الهدنة عام 1948 والذي حرم قلقيلية من اراضيها الخصبة ومساحتها 49 الف دونم .

بعد صيف 2002م اكتملت عملية الحصار والعزل لاول مدينة فلسطينية منذ عام النكبة عام 48 ، واصبحت قلقيلية المدينة المسجونة في العالم بدون اية معابر او انفاق توصلها الى العالم الخارجي.

وفي 2005م كانت قلقيلية اول مدينة فلسطينية تتواصل بالانفاق مع محيطها من جهة الجنوب بدون اية حواجز عسكرية ، حيث تمكن السكان من التواصل من خلال النفق الذي اقامته اسرائيل كتجربة اولى من مجموع عشرات الانفاق التي تم اقرارها في الضفة الغربية وعددها قرابة ثمانين نفقا تكلفة الواحد منها يزيد عن نصف مليون دولار .

وبعد اقامة جدار عنصري دائري محكم حول المدينة، ظهر على السطح ما يعرف بالاراضي المعزولة ومساحتها تزيد عن عشرين الف دونم ، التي كانت في الماضي سلة الغذاء للضفة الغربية واسواق الدول العربية في الاردن والخليج .

"حياة 45 الف مواطن في مدينة قلقيلية يمكن وصفها بالقاسية والمأساوية" هذا ما قاله رئيس الغرفة التجارية في قلقيلية وليد السبع، مضيفا أن المدينة تتعرض للقمع والحصار منذ الاربعينيات الى الان.

واشار السبع إلى أن مئات المحلات التجارية اغلقت بفعل الجدار والحصار ، واصبحت المدينة منكوبة لا حياة فيها .

واضاف: فتوى لاهاي بشان الجدار لم تأخذ مداها ، واسرائيل تنكرت لكل الاعراف الدولية ، ولقد خاطبنا السفراء والقناصل لزيارة المدينة المنكوبة بفعل الجدار العنصري.

البث المباشر