يلف غموض كبير مصير كتالونيا، في حين لا يزال رئيس الإقليم الانفصالي تشارلز بويغديمونت يهدد بإعلان الاستقلال اعتبارا من اليوم الثلاثاء خلال جلسة حاسمة للبرلمان، مما قد يؤدي إلى أسوأ أزمة سياسية منذ قيام الديمقراطية في إسبانيا.
ومن المتوقع أن يتحدث بويغديمونت مساء اليوم أمام البرلمان في كتالونيا لتقديم تقرير عن الوضع السياسي الحالي، وأن يعلن الاستقلال من جانب واحد، على أساس نتيجة الاستفتاء الذي نظم مطلع الشهر الجاري.
وينص قانون الاستفتاء في كتالونيا -الذي تعتبره مدريد غير دستوري- على أن يطلق التصويت لصالح الاستقلال غدا عملية تستمر ستة أشهر، تشمل محادثات مع إسبانيا حول الانفصال قبل إجراء انتخابات إقليمية والاستقلال في نهاية المطاف.
وتأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه المتحدث باسم الحزب الحاكم في إسبانيا بابلو كاسادو من أن بويغديمونت سيخاطر بالتعرض للاعتقال إذا ما مضى قدما في إعلان الانفصال.
وقال كاسادو "نأمل عدم إعلان أي شيء غدا لأنه ربما يواجه من يعلن الانفصال مصير من أعلن الانفصال قبل 83 عاما"، في إشارة إلى لويس كومبانيس الذي أعلن قيام دولة كتالونيا في عام 1934 ولكن تم القبض عليه بسرعة بعد ذلك، وبعد ست سنوات أعدمه نظام فرانسيسكو فرانكو.
وكان رئيس الحكومة المركزية ماريانو راخوي أكد أن كل الخيارات مطروحة، ومن بينها استخدام المادة 155 لتعليق الحكم الذاتي في كتالونيا، مما يعني السيطرة على كل مفاصل الإقليم واسترجاع كل الصلاحيات الموجودة لدى حكومته.
من جهته، طالب زعيم المعارضة الاشتراكية بيدرو سانشيز خلال مؤتمر صحفي عقده في برشلونة بويغديمونت بوقف كل الإجراءات المؤدية إلى الاستقلال، مضيفا أنه "سيدعم رد الدولة".
في المقابل، دعت الجمعية الوطنية الكتالونية المؤيدة للانفصال أنصارها إلى التظاهر الثلاثاء أمام البرلمان، رغم التلويح الإسباني بالرد.
وكان مراسل الجزيرة في برشلونة محمد البقالي قال في وقت سباق إن بويغديمونت يبدو عازما على إعلان الاستقلال، رغم الضغوط الكبيرة التي يواجهها هو وحكومته على مستويات عدة.
وصوت 90% من المشاركين في الاستفتاء الذي أجرته حكومة الإقليم مطلع الشهر لصالح الانفصال، إلا أن نسبة الإقبال كانت 43% فقط من الناخبين في كتالونيا، حيث قاطع معظم الوحدويين التصويت.
ويرغب المتشددون في إعلان استقلال الإقليم على أساس نتائج الاستفتاء، ولكن مجتمع الأعمال الكتالوني يحث على توخي الحذر.
الجزرة نت