قالت نيوزويك الأميركية إن المناقشات في الولايات المتحدة حول إيران في السنوات القليلة الماضية كانت في معظمها عن خطة العمل المشتركة المتعلقة بالاتفاق النووي الذي تفاوض عليه الرئيس السابق باراك أوباما.
وأردفت المجلة بأن الأمور في الشرق الأوسط تبدو مختلفة لأنه في الوقت الذي كانت تتناقش فيه أميركا كانت إيران تتحرك، وكانت إسرائيل تتفاعل بقصفها مواقع في سوريا مئة مرة خلال السنوات الخمس الماضية، وكان القصف عندما كانت ترى أي جهد إيراني لنقل معدات عالية التقنية إلى حزب الله في لبنان.
وفي الشهر الماضي، قصفت إسرائيل "مركز الدراسات العلمية والباحثين" في مدينة مصياف الواقعة وسط سوريا، وهو موقع عسكري يقال إنه كان ينتج أسلحة كيميائية وقنابل موجهة.
وهناك الآن تقارير بأن إيران تخطط لبناء مطار عسكري بالقرب من دمشق، حيث يمكن لـ الحرس الثوري الإيراني أن يرسخ وجوده ونشاطه، وأنها ونظام الأسد يتفاوضان على منحها رصيفا بحريا في ميناء طرطوس، كما أنها قد تنشر فعلا فرقة من الجند في سوريا.
"
إسرائيل يمكن أن تكون على موعد بعد عشر سنوات فقط مع وضع تمتلك فيه إيران أسلحة نووية وقواعد في سوريا، ومن المنطقي إمكانية أن تضع أسلحة نووية في سوريا على بعد أميال فقط من الحدود الإسرائيلية
"
ومثل هذه التطورات -كما يقول كاتب المقال إليوت أبرامز الباحث في دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن- ستكون غير مقبولة لإسرائيل، وسوف يزور وزير الدفاع الروسي إسرائيل قريبا، وبعدها سيزور وزير الدفاع الإسرائيلي واشنطن.
موطئ قدم
وأشار الكاتب إلى فشل الجهود الإسرائيلية السابقة لحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف إيران، وأن هذا الأمر يوحي بأن إسرائيل ستحتاج إلى القيام بذلك بمفردها، إلا إذا قادت السياسة الجديدة لإدارة الرئيس دونالد ترمب بشأن إيران الولايات المتحدة للبحث عن سبل لوقف التوسع المطرد في الوجود والنفوذ العسكري الإيراني بالشرق الأوسط.
وألمح إلى تواتر بعض الشائعات التي تشير إلى أن إدارة ترمب قد تصنف الحرس الثوري جماعة إرهابية، الأمر الذي يمكن أن يفتح الباب لاستخدام سلطات مكافحة الإرهاب لوقف توسعه.
وأيا كان الجدل الدائر حول خطة العمل المشتركة، فقد يكون هناك إجماع أوسع في الإدارة على أن الدور العسكري الإيراني المتنامي في العراق وسوريا ولبنان وأماكن أخرى في المنطقة يجب التصدي له.
ومهما كانت النتيجة الأميركية إذا كانت إيران تخطط بالفعل ليكون لها موطئ قدم عسكري دائم في سوريا، فسوف تضطر إسرائيل لاتخاذ قرارات مصيرية.
ويرى الكاتب أن هذا الوجود الإيراني على البحر المتوسط وعلى حدود إسرائيل سيغير التوازن العسكري بالمنطقة ويغير الوضع الأمني الإسرائيلي بشكل جوهري، حيث إنه بموجب الاتفاق النووي الذي وافق عليه أوباما ستنتهي القيود على برنامج إيران النووي خلال ثماني سنوات فقط ولن يكون هناك تفتيشات لمواقعها العسكرية التي قد تجري فيها أبحاثا إضافية للأسلحة النووية.
وأضاف أن إسرائيل يمكن أن تكون على موعد بعد عشر سنوات فقط مع وضع تمتلك فيه إيران أسلحة نووية وقواعد في سوريا، ومن ثم فمن المنطقي إمكانية أن تضع أسلحة نووية في سوريا على بعد أميال فقط من الحدود الإسرائيلية.
وختم الكاتب بقول عميد المراسلين العسكريين الإسرائيليين فيشمان "إذا فشلت التحركات الدبلوماسية الإسرائيلية في أن تؤتي ثمارها، فإننا نتجه نحو صراع مع الإيرانيين" وقال إن هذا الاستنتاج والتحركات الإيرانية التي تزيد من إمكانية هذا الأمر يجب أن يكون في أذهان مسؤولي إدارة ترمب وهم يفكرون في سياسة جديدة تجاه التحرك الإيراني المتواصل للنفوذ بالشرق الأوسط.
المصدر : نيوزويك