وُضِعت قوات البشمركة الكردية في حالة إنذار، ونشرت آلافا من أفرادها للدفاع عن كركوك من أي هجوم عسكري عراقي محتمل؛ فيما نفت وزارة الدفاع العراقية إطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك، وسط دعوات من شخصيات كردية بارزة إلى التهدئة والحوار بين إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد.
وقال كوسَرْت رسول نائب رئيس إقليم كردستان العراق إن عشرات الآلاف من أفراد البشمركة يجري نشرهم في كركوك، للتصدي لتهديدات محتملة من القوات العراقية.
وأوضح مسؤول محور غرب كركوك كمال كركوكي أن قوات البشمركة أكملت جاهزيتها في جميع محاور المدينة، وذلك منذ تلقيها معلومات تفيد بنية القوات العراقية شنّ هجمات على كركوك وشمال الموصل.
من جهته قال هيمن هورامي المستشار السياسي لرئيس إقليم شمال العراق مسعود البارزاني اليوم الجمعة، إن البشمركة تحتشد على أطراف كركوك لصد أي توغل محتمل للقوات العراقية.
وكتب هورامي تغريدة على حسابه في موقع تويتر، قال فيها "نحن شعب مسالم ولن نقدم على مهاجمة أحد، لكن قواتنا تحتشد اليوم على أطراف كركوك لمواجهة أي طارئ".
تحذير كردي
وحذرت القيادة العامة لقوات البشمركة -في بيان- من التحركات العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية منذ يوم أمس جنوب كركوك، قائلة إن هذه التحركات يمكن أن تتسبب في تأزيم الموقف أكثر، بل في اندلاع حرب بين الطرفين.
ودعت قيادة البشمركة المجتمع الدولي إلى مراقبة هذا الوضع الذي وصفته بالمتأزم، مؤكدة أنها ضد الحرب وإراقة الدماء.
وقبل ذلك اتهمت حكومة إقليم كردستان العراق الحكومة المركزية في بغداد في وقت سابق، بالتخطيط لشن هجوم على قوات البشمركة التابعة للإقليم، وطالبت بوقف ما وصفته بالاستفزازات والعودة إلى الحوار.
وقال ما يعرف بمجلس أمن الإقليم في صفحته على تويتر إن الحكومة العراقية المركزية تحشد قواتها جنوب كركوك.
وأضاف أن تلك القوات تتجمع عند مناطق البشيرة وتازة على بعد ثلاثة كيلومترات من قوات البشمركة، وأنها تنوي السيطرة على حقول النفط القريبة الواقعة في محافظة كركوك، إضافة إلى المطار والقاعدة العسكرية.
وفي بغداد، نفت قيادة العمليات المشتركة أنباء انطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك، وأكدت أن قواتها ما زالت تجري عمليات التطهير والتفتيش في المناطق التي استعادتها من تنظيم الدولة.
وهددت القيادة وسائل الإعلام التي تحاول إرباك الرأي العام والتأزيم باتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، ودعت الجميع إلى توخي الدقة وأخذ الأخبار من مصادرها الرسمية.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نفى أيضا أمس الخميس قيام حكومته بحشد القوات على حدود الإقليم لشن حرب عليه، وقال "لن نستخدم جيشنا ضد شعبنا، أو نخوض حربا ضد مواطنينا الكرد".
وكذلك نفى المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة يحيى رسول، والمتحدث باسم التحالف الدولي ريان يلون؛ أي نية لمهاجمة البشمركة.
وبموازاة ذلك، قال شهود من كركوك ومصادر من الحشد الشعبي إن قوات من الحشد الشعبي تدعمها قوات من الشرطة العراقية تقدمت باتجاه مدينة كركوك من المحور الجنوبي، وتمكنت من السيطرة على منطقة بَشير التابعة لناحية تازة بعد انسحاب قوات البشمركة منها.
وقالت المصادر إن قوات من جهاز مكافحة الإرهاب تقف هي الأخرى على مشارف منطقة مكتب خالد جنوب كركوك, المنفذ الرئيسي للمدينة مع المناطق الجنوبية.
وأضافت المصادر أن قوات البشمركة بدأت نصب سواتر ترابية في المناطق التي انسحبت إليها، استعدادا لأي تطورات أخرى محتملة.
دعوات للحوار
وعلى وقع هذه التطورات، وجهت هيرو إبراهيم أحمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، أرملة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، رسالة إلى أكراد العراق مساء أمس الخميس، أكدت فيها ضرورة بدء الحوار مع الحكومة الاتحادية في بغداد لحل جميع المسائل العالقة.
ودعت القيادية الكردية قوات البشمركة والقوات العراقية إلى التحلي بالصبر والحكمة في سبيل تهدئة الأوضاع المتوترة في كركوك، وطالبت بفتح باب الحوار والتفاوض بصورة قانونية.
كما وجه بافل طالباني نجل الرئيس العراقي الراحل رسالة إلى المجتمع الدولي وبغداد، طالب فيها القادة السياسيين العراقيين بالتهدئة، ودعا إلى الحوار بين بغداد وأربيل، وذلك على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم.
وأكد بافل في رسالته أن مدينة كركوك المتنازع عليها تحتاج إلى إدارة مشتركة بموجب نتائج آخر انتخابات وتشكيل مجلس جديد للمحافظة، "وتعيين محافظ جديد إن اقتضى الأمر ذلك، لأن كركوك أكبر من أي شخصية أو حزب سياسي".
المصدر : الجزيرة + وكالات