هل (إسرائيل) معنية بفتح جبهات حرب في الشمال والجنوب؟

ارشيفية
ارشيفية

غزة- فايز أيوب الشيخ

عكست التهديدات الأخيرة لوزير الحرب الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان الصلف الإسرائيلي المعهود، ومزاعم التحكم بقرار الحرب والسلم في المنطقة، وهو ما اعتبره مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي مجرد "تحرش لفظي" ليس أكثر.

وفي التفاصيل، فقد دعا ليبرمان جيشه إلى الاستعداد لسيناريو اندلاع حرب على أكثر من جبهة، من بينها الجبهة الشمالية مع حزب الله، والجنوبية مع غزة "حركة حماس" في نفس الوقت، واصفاً الأوضاع الأمنية بالهشة، وأن حرباً قد تقع في أي لحظة. وزعم قائلاً: "إن من يريد السلام فعليه الاستعداد للحرب ليضمن السلام".

وكان رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي "نداف أرغمان" قدم تقريراً لحكومة الاحتلال، عن وضع حركة حماس في لبنان، جاء فيه: "إن حركة حماس تزداد قوة في جنوب لبنان، وتقوي علاقاتها مع حزب الله"، زاعماً "أن حماس قد تحصل على دعم من القوة الجديدة المتصاعدة في الشرق الأوسط، وهي إيران، وبذلك هي تشكل تهديداً جديداً على (إسرائيل) في شمال البلاد".

 التفرد في جبهة واحدة

ووفق د. مأمون أبو عامر المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن إسرائيل من الناحية العملية غير معنية بفتح جبهتين أو عدة جبهات في آن واحد، مشيراً إلى أن الإستراتيجية المعروفة لدى (إسرائيل) أنها تُفضل التفرد في جبهة واحدة وعدم فتح أكثر من جبهة في وقت واحد.

ويرى أبو عامر في حديث لـ"الرسالة" أن سياق تصريحات ليبرمان حول الجهوزية لفتح جبهتين في الشمال والجنوب، يشير إلى أن (إسرائيل) أمامها تحديات لمواجهة حرب قادمة إذا ما فتحت الجبهتين في وقت واحد، مبيناً أن هذه رسالة تقديرها -حسب الرؤية الإسرائيلية- أن حركة حماس هي حليفة لإيران، وأن مخاطر المرحلة القادمة تحمل في طياتها تحديًا مع إيران.

وذكر أن لدى (إسرائيل) خشية حقيقة من انضمام حركة حماس إلى محور حزب الله التابع لإيران في فتح جنوبية في حال اندلعت جبهة بين (إسرائيل) وحلفاء إيران في الشمال، مكرراً بأن حديث ليبرمان يأتي فقط من باب التحذير وليس في وارد الإعلان عن فتح أي جبهة في الأيام القادمة.

وأوضح أبو عامر أن تركيز (إسرائيل) على قوة حماس في لبنان وتضاعف حلفها مع حزب الله، نابع من شعورها بتحسن العلاقات مرة أخرى بين حماس وحزب الله في الآونة الأخيرة، وبالتالي هناك اعتقاد بأن تطور هذه العلاقة سوف يزيد من قوة حماس وما يرافق ذلك من زيادة المساعدات المالية والعسكرية للحركة، مما ينعكس ميدانياً على قدرات حماس العسكرية وإمكانياتها في المواجهة المستقبلية، على حد تعبيره.

 قرار الحرب.. بيد من؟

من جانبه، اعتبر عمر جعارة المختص في الشأن الإسرائيلي، أن حديث ليبرمان عن جاهزية جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدرته على خوض حرباً مزدوجة في آن واحد جاء كــ "رد على تقرير لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الذي ادعى بشكل واضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير مؤهل لأي حرب".

وتطرق جعارة في حديثه لـ"الرسالة" إلى تعليق "ور هيلار" المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية، رداً على تصريحات ليبرمان، والذي قال "إن هذه الحرب الكلامية عمرها ثلاثة أسابيع، وعادة ما تبدأ الحروب بالكلمات".

وبخلاف من سبقه، فقد أوضح جعارة أن (إسرائيل) تضع في استراتيجيتها احتمالات فتح جبهات حرب متعددة نصب عينيها، مبيناً أن تاريخ حروب (إسرائيل) يشير إلى أنها دخلت في حروب في آن واحد ضد الجيش المصري والأردني والسوري بما في ذلك جيش التحرير السوري!

غير أن جعارة شدد على أن (إسرائيل) ليست صاحبة قرار الحرب والسلام في الشرق الأوسط، منوهاً إلى أن أمريكا هي الآمرة والناهية في هذا الأمر" فإذا قالت أمريكا لإسرائيل قاتلي تقاتل وإذا قالت لها اصمتي تصمت"، على حد تعبيره.

وتجري (إسرائيل) بين الفينة وأخرى مناورات عسكرية على جبهتي شمال وجنوب فلسطين، علماً أنها شنت على تلك الجبهتين حروباً، ولكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها، رغم ما خلفته من ضحايا وتدمير للبنية التحتية والمنشآت.

البث المباشر